وفي يوم الثلاثاء رابع عشري شعبان هذا، وقف المماليك الأجلاب، للقاضي ناظر الخاص، في باب القلعة، ليطلبوا منه الزيادة في كسوتهم، وكان لكل واحد من الأجلاب ألف درهم فلوسا بثلاثة دنانير ونصف، ولكل واحد، من الخاصكية، ألف وخمسمائة، ويقال: إن بعضهم رجمه، فرجع إلى السلطان، فخرج السلطان ماشيا، حتى وصل إلى المكان الذي يفرقون فيه عليهم ثمن الكسوة، فتفرقوا قبل أن يأتيهم، فجلس هناك، وطلبهم، فلم يأت أحد منهم، فذهب، واستمر ناظر الخاص إلى أن تفرقوا في وسط النهار، فنزل إلى بيته، ثم طلع يوم الأربعاء خامس عشريه، قبل آذان الصبح، قبل أن يجتمعوا له، ثم كشف امرهم، فإذا هم قد اصطفوا له، من باب المدرج، إلى باب الوزير، فخرج السلطان ماشيا إلى باب القلعة، ثم أرسل إليهم بعض الأمراء، من مماليكه، فدار الكلام بينهم، وطالت المراجعات، إلى أن رضوا بأن كل من له شيء يضعف له؛ فالخاصكية بثلاثة آلاف، كل واحد، ومن دونه بألفين، وأمر السلطان بأن يقبضوا في ذلك الوقت، فأبوا إلا في غد، وفي الغد، وهو يوم الخميس سادس عشري الشهر، أظهر ناظر الخاص، أنه مريض، فلم يركب، وأرسل من ينفق على الجند، فأما الأجلاب، فأبوا أن يقبضوا، حتى يعطى كل واحد منهم مع ذلك خمسين دينارا، وادعوا أنه كان وعدهم بها، إن أزالوا أبا الخير النحاس، وأما غيرهم فقبضوا، ثم قبض الباقون، وسكنت ثائرتهم.
وفي هذا الحد تزاحف عرب الشرقية من سعد، ووائل، فقتل بينهم نحو خمسين نفسا، وكان غالبهم من وائل، وكانوا هم الباغين، المبتدئين.
عزل الباعوني:
مخ ۱۴۵