وفي أواخر يوم الاثنين، ثالث عشري شعبان هذا، مات الشيخ شمس الدين محمد بن عباس العاملي، عن نحو ثمانين سنة، وصلي عليه من الغد عند مدرسة ابن الحاجب في باب النصر، وحضر جنازته قاضي المالكية الولي السنباطي، وأظنه الذي صلى إماما، وقاضي الحنابلة البدر البغدادي، والشيخ أمين الدين الأقصرائي، وناس كثر من الطلبة، وغيرهم، ودفن قرب تربة الصوفية، وكان يتكسب من الشهادة، يجلس في الدكان التي عند حبس الرحبة، ومن قراءة البخاري للناس، والسير، وكان لا يعرف العربية، ولا شيئا من العلوم؛ فكان يلحن، ويصحف، ومع ذلك فكان منسوبا إلى التساهل في شهادته؛ يشهد على المزبحرين، ونحوهم، ممن يتحقق [له كذبهم] [11]، ويتناول مما يأتي إلى أهل السجن، من الصدقة؛ من الأكل، والخضر، وكان يلازم قراءة سيرة البكري الكذاب، حتى في جامع الأزهر، وكان يصلي الفرائض، في دكان الشهود، وليس بينه وبين المسجد، إلا الطريق، والناس يمرون قدامه، إلى غير ذلك من أشياء لا تليق، فلذلك لم آخذ عنه شيئا، ولا غالب أصحابنا، مع أنه كان قد سمع على العزيز المليجي وغيره وأخذ عنه بعض المتهافتين سنة أربع وخمسين لغرض فاسد.
قصة ناظر الخاص:
مخ ۱۴۳