وفي هذا الحد أعلم جانبك، عامل جدة السلطان، أنه بلغه، أن زوجته خانته في غيبته، في نفسها، فامر بحبسها، وحبس جاريتين كانتا عندها، وحبس بعض من يتردد إليها، ثم أمر بتوسيطهن، فأصبحت المرأة ميتة، يوم الأربعاء ثامن عشر شعبان هذا، فيقال: إنها ابتعلت قطعة من حجر الماس. ويقال: إنها سمت، والله أعلم، ثم تحقق، أن جانبك وسط ثلاثة أنفس ممن كان في خدمتها بنفسه في بيته، وأما امرأته، فإنه لم يزل يقرفها؛ بأن يضع بعض أصابعه على عروق في عنقها حتى تغيب، ثم يرسلها، ثم يفعل ذلك حتى ماتت، فعل كل ذلك ليلا، فأما الموسطون، فإنه حفر لهم وغيبهم، وأما المرأة، فإنها كانت أولا من حظايا السلطان، فكان لها صدائق من حظاياه، فخشي من أمرها فتركها حتى أصبح، ودعا بالأطباء، والشهود، فنظروها، فلم يجدوا بها أثر ضرب، ولا خنق ولا سبب من أسباب القتل، فكتبوا محضرا بذلك، وعرضه على السلطان، ثم فشى هذا الخبر، ونفر عن جانبك كثير من أصحابه، واختل عليه معظم حاله، بسبب هذه القصة، واضطغن عليه كل امرأة في بيت السلطان.
قصة أهل جامع الأزهر:
مخ ۱۳۹