============================================================
كتاب اثبات النبومات المعيشة والتصور من جهتها بالصور الروحانية ، ومن هذه الجهة جاء في ذم المصورين احاديث مرويتة . لأن من صور بغكرته لعبادة الله أوضاعا محكمة متقنة من غير اشارة احد الرسل اليها ، كان مذموما عند الله ، وإن كانت تلك الاوضاع احسن وأجمل ، ومن الواجب ان تترك الا بوضع من قدر الله فيه انشائها ، ولماا كانت الامهات هي الوسائط بين المواليد وبين الطبيعة ، ثم لم يكن ظهور المواليد من الطبيعة الا بواسطة الامهات ، كان توهم ظهور المواليد من الطبيعة بغير واسطة الامهات متنعا ، لذلك نقول : لمكا كانت الرسل هم الوسائط بين الله تعالى وبين العباد .
م لم يكن ظهور امر الله عز وجل الا بواسطتهم ، كان توهم كون الحي الناطق .
م لم يخرج شيء منها عما قصد له في اظهاره ، كانت العبادة تلزم هذا النوع وحده بكلتيه وبجميع اجزائه الداخلة فيه والخارجة منه ، فكان المحيط اذا بكيفية كونه كل جزء منه ولماذا ومن واين انه العارف بكيفية عبادة الله من جهة هذا الجزء مثلا ، اقول : ان من لا يعرف كيفية كون القلب الذي هو ينبوع المعرفة ولم يعرف كيفية كون اللسان الذي هو ينبوع القول لم يمكنه وضع قول واجب على اللسان استعماله وعلى القلب معرفته ، ثم يوافق القلب من جهة معرفة اللسان ، ومن جهة القول في انه عبادة الله ، فعبادة الخلق لله من جهة الواقف على اسرار الخلقة .
عبادة حق ، وعبادتهم اياه بغير واسطة باطل .
ولنقدم مثالا طبيعيتا لما اوردناه ، فنقول : ان مثل هذا المتعبد كمثل المريض.
ومثل العبادة كمثل الطب ، ومثل الرسول كمثل الطبيب ، ومثل المعبود كمثل الطبيعة ، فكما انه لا يمكن لاحد ان يرد بدنه الى الصحة من جهة الطب الا بالطبيب الماهر11 الواقف على افعال الطبيعة ، كذلك غير ممكن لمتعبد ان يعبد الله الا من جهة الرسل ، وان كان احكم الناس ، واعلمهم كما انه يجب على المريض ، وان كان اعرف الناس بالطب ، ان لا يعالج بدنه ، بل يولي تدبير مرضه الى غيره من الاطباء.
واتما وجب ذلك لان كل انسان يحب الى نفسه ما لا يحبه لغيره ، ولا يرى معاثب21 بدنه ولا مساوئ اخلاقه ، بل يستحسن القبيح من افعاله ، ولا يحتمل الطب.
ذلك ، فلذلك وجب عليه ان يقلد تدبير مرضه غيره ، كذلك التعبد يجب عليه (1) سقطت في نستة س .
(2) في نسخة س ورد عيوب.
مخ ۸۶