============================================================
المقالة الثانية ان يقلد امر عبادته الى رسول دوره ، لان لا يفعل يدائه ما يستقيمه من غيره ، فيقع في الهلاك كالمريض الذي ان مال الى ما تهواه نفسه وتشتهيه طبيعته يوشك ان يقع فيما يهلكه ويوبقه ، هذا مع ظهور افعاله ، وما طبع في ابدان الناس من جهة الحواس لا غنى للمريض عن الطب عند حدوث الامراض ، هل بقي شك انه لا بد للمتعيد عند لزوم العبادة من رسول يأمره وينهاه ، ويقال لمن ظن ان عبادة الله بغير واسطة الرسل ممكنا ، اذا كان هذا هو الاصل ، فان عبادة الله بواسطة الرسل فضل، وأفعال الفضل لايلحق افعال الأصل في القوة والشرف، وقد وجدت عبادة الله بواسطة الرسل شيئأ شائعا ، ظهر في جميع الأوقات لها من القوة والشرف ما هو غير خفي، وليس لعبادته بغير واسطتهم قوة ، ولا لظهوره شرف . وقد قلنا ان افعال الفضل لا يلحق افعال الاصل . فإذا عبادته بواسطة الرسل هي الاصل، وعبادته يغير واسطتهم هي الفضل الذي لا يحتاج اليه ، اذ لم يبلغ في القوة والشرف افعال الافضل من قوة شرائعهم، وشرف سياستهم .
ولعل قائل يقول : ان كانت عبادة الله تعالى من جهة الشريعة واجبأ ثم كانت الشريعة تودي عن نفسها حالين : احدهما : الحقائق المستورة تحتها، والآخرة: صلاح الدنيا ، واستقامة احوال الناس بها . فمن وقف على الحقائق التي تحتها ، وكف اذاه عن الناس، حى أمنوا جانبه فليس عليه ان يعيد الله من جهة الشريعة . قلنا له : د نسيت حالا ثلاثا وهو حفظ الاخلاق الكريمة التي بها يمكنه كف اذاه عن الناس، فلا يمكنه ذلك الا باستعمال الشرائع الناموسية ، وما اشبه تلك الشريعة هنا بالطب الذي له ثلاثة احوال : حال منها:معرفة الطبيعة(1 والمزاجات، وهو مثل الحقائق المستورة في الشرائع ، والثاني : رد الابدان المريضة الى حال الصحة ، مثل رد الاشرار بالشريعة عن الاخلاق المذمومة ، والثالث : حفظ الصحة في البدن الصحيح ، وهو مثل استعمال العالم الصالح البر للشريعة ، ليحفظ باستعماله اياها اخلاقه المحمودة فكما انه يجب على الصحيح البدن العارف بالطبيعة وأفعالها ، ان ستعمل الطب في حفظ الصحة ، كذلك يجب على الواقف على الحقائق المستورة ي الشريعة البر في نفسه ان يستعمل الشريعة لحفظ اخلاقه المحمودة . فقد صح ان عبادة الله بغير واسطة الرسل في العالم الجسماني باطل .
(41 سقطت في نسنة س.
انيات التيومات*
مخ ۸۷