ثم إن الآية يمتنع أن يراد بها الحلول فإنه قال {يد الله فوق أيديهم} ويد النبي صلى الله عليه وسلم كانت مع أيديهم لا فوقها فلم تكن يده يد الله ولأنه قال {ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما} ولم يقل فإنك تؤتيه وقال {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم} ولم يقل إنك أنت علمت ما في قلوبهم ولا أنزلت السكينة عليهم
الوجه السابع قوله فكأنه يقول الاستغاثة وإن وقعت بي فإني لست المستغاث به في المعنى وإنما المستغاث به الله فيقال إنه لم يقل لم تستغيثوا بي وإنما استغثتم الله ولكن قال إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله وهذا نفي للمستقبل لا للحاضر
الوجه الثامن إن يقال هذا الرجل فسر الاستغاثة بالتوسل كما تقدم قوله إن كل من توسل إلى الله بنبيه في تفريج كربة فقد استغاث به سواء كانت بلفظ الاستغاثة أو التوسل أو غيره
مخ ۳۶۷