الوجه السادس قوله البيعة وإن كانت في الصورة له فهي مع ربه في المعنى إذا لم يرد معنى الإرسال والتبليغ المختص بالأمر والنهي كان مقتضاه أن الرسول لم يفعل شيئا ولا بايع ولكن الرب سبحانه هو الذي فعل ذلك في المعنى وهذا وإن أريد به خلق الأفعال فقد تقدم بيان بطلان إرادة ذلك هنا وإن أريد به خلق الحلول بأن يكون الرب سبحانه هو المتكلم على لسان الرسول كما أن الجني يتكلم على لسان المصروع وفي الباطن للجني فهذا هو الكفر الصريح وهذا مذهب النصارى
وهؤلاء يشبهون بالنصارى في كثير من أمورهم ولهذا سلط الله عليهم النصارى يهينونهم كما أهانوا أهل هذا الشخص وأمثاله وكنت أقول لهم إن الله وعد بنصره المؤمنين على الكافرين وأنتم مشابهون للنصارى وفيهم من هو أكفر من النصارى وأعظم إلحادا ونفاقا من النصارى وكثير من بغضهم للنصارى إنما هو لهوى وحظ كونهم لهم في الدنيا رياسة ومال كثير أكثر منهم لا يبغضونهم لأجل كفرهم ودينهم إذ كانوا مشاركين لهم في كثير مهم منه وبعضهم أشد كفرا ونفاقا من النصارى وبعض النصارى أكفر منهم وطائفة من شيوخهم يميلون إلى النصارى أكثر من المسلمين ويأمرونهم بالبقاء على دينهم ويقولون إذا صرتم محققين على طريقتنا فلا حاجة لكم إلى الإسلام بل دوموا على النصرانية
مخ ۳۶۶