وقال قول القائل أتوسل إليك برسولك وأستغيث برسولك عندك أن تغفر لي استغاث بالرسول حقيقة في لغة جميع الأمة وهذا الكلام وإن كان باطلا كما تقدم فالمقصود هنا أنه جعل الذي يسأل الله به مستغيثا به وهنا قد جعل الاستغاثة بسؤاله فقد جعل المستغيث به مستغيثا بالله
فالمعنى لا يصح إذا أريد به السؤال به فإن الله تعالى هو مسؤول لا مسؤول به وحينئذ فما قال في الاستغاثة به هنا يناقض ما تقدم إلا أن يجعل الاستغاثة تعم النوعين فيلزمه أن يجعل كل من سأل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فإنما سأل الله ويلزمه ذلك في غيره وحينئذ فيسأل المخلوق كما يسأل الخالق وهذا لا يقوله عاقل فضلا عن مسلم
الوجه التاسع أنه لو صح هذا النفي والإثبات باعتبار القيومية لقيل هذا لكل من كان كذلك
فيقال لمن بايع الناس كلهم وواجرهم وشاركهم إنك إنما بايعت الله وواجرت الله وشاركت الله
مخ ۳۶۸