وأيضا فيقال لك المبايعة فيها فعل من الرسول وفعل من الصحابة فعلى هذا التقدير يلزمك أن يكون الله بايع في المعنى لأنه خالق للأفعال وإلا فإذا جاز أن يقول البيعة له في الصورة ولربه في المعنى لكون الله خالقه وخالق فعله لزمك أن تقول بيعته لهم بيعة لله في المعنى لأن الله تعالى خلقهم وخلق أفعالهم ويلزمك على هذا التقدير أن تقول إن الذين بايعتهم إنما بايعت الله وطرده أن من قاتل شخصا فإنما قاتل الله ومن بايعه فإنما بايع الله بل يلزمهم أقبح من هذا وهو أن من لامسه أو جامعه أو ضاجعه فإنما يفعل ذلك مع الله فإن أصل هذا القول أن الله لما كان خالقا لأفعال العباد كان الفعل لهم في الصورة وله في المعنى وهذا عام في كل الأفعال الخير والشر وإن أردت معنى ثالثا فبينه
مخ ۳۶۵