کتاب الاستغاثه
كتاب الاستغاثة
فقول أبي يزيد استغاثة المخلوق بالمخلوق كإستغاثة الغريق بالغريق إن صح عنه تنزيه للباري على أن غير هذه العبارة خير منها وإن كنا نعلم أن المراد بها هو المراد بقول القائل لا يستغاث إلا بالله ولا يفرج الكربة إلا الله
الجواب من وجوه
أحدها أن يقال المبتدع من شرع دينا لم يأذن به الله لا من أمر بما أمر الله به ونهى عما نهى الله عنه ومن أعظم المبتدعين من جوز أن يستغاث بالمخلوق الحي والميت في كل ما يستغاث فيه بالله عز وجل بل من جوز أن يسأل الميت ويدعى على أي وجه كان بل من حمل ألفاظ الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم المراد بها التوسل به وجعل توسل الصحابة هو توسلهم بذاته والإقسام به على الله تعالى ولم يعلم أن المراد بها التوسل بشفاعته ومن أعظم المبتدعين من جعل التوحيد كفرا والشرك إيمانا وكفر من هو أحق بالإيمان من طائفته ونفى الكفر عن طائفته الذين هم أحق بالكفر ممن كفروه
مخ ۵۹۴