272

فقول أبي يزيد استغاثة المخلوق بالمخلوق كإستغاثة الغريق بالغريق إن صح عنه تنزيه للباري على أن غير هذه العبارة خير منها وإن كنا نعلم أن المراد بها هو المراد بقول القائل لا يستغاث إلا بالله ولا يفرج الكربة إلا الله

الجواب من وجوه

أحدها أن يقال المبتدع من شرع دينا لم يأذن به الله لا من أمر بما أمر الله به ونهى عما نهى الله عنه ومن أعظم المبتدعين من جوز أن يستغاث بالمخلوق الحي والميت في كل ما يستغاث فيه بالله عز وجل بل من جوز أن يسأل الميت ويدعى على أي وجه كان بل من حمل ألفاظ الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم المراد بها التوسل به وجعل توسل الصحابة هو توسلهم بذاته والإقسام به على الله تعالى ولم يعلم أن المراد بها التوسل بشفاعته ومن أعظم المبتدعين من جعل التوحيد كفرا والشرك إيمانا وكفر من هو أحق بالإيمان من طائفته ونفى الكفر عن طائفته الذين هم أحق بالكفر ممن كفروه

مخ ۵۹۴