کتاب الاستغاثه
كتاب الاستغاثة
ومثل هؤلاء كثير في شيوخ الترك الكفار يسمونه البودي وهو المخنث إذا طلبوا منه بعض هذه الأمور أرسلوا له من ينكحه وينصبوا له حركات عالية في ليلة ظلماء وقربوا له ميتة وغنوا غناء يناسبه بشرط أن لا يكون عندهم من يذكر الله تعالى ولا هناك شيء فيه شيء من ذكر الله تعالى ثم يصعد ذلك الشيخ المفعول به في الهواء ويرون الدف يطير في الهواء ويضرب من مد يده إلى الخبز ويضرب الشيطان بآلات اللهو وهم يسمعون ويغني لهم الأغاني التي كانت تغني آباؤهم الكفار ثم قد يغيب ذلك الطعام فيرونه قد نقل إلى البيت البودي وقد لا يغيب ويقربون له ميتة يحرقونها بالنار ويقضي بعض حوائجهم ومثل هذا كثير جدا للمشركين
فالذي يجري عند المشاهد من جنس ما يجري عند الأصنام وكثير من المشاهد كذب وكثير منها مشكوك فيه وسبب ذلك أن معرفة المشاهد ليست من الدين الذي تكفل الله بحفظه للأمة لعدم حاجتهم إلى معرفة ذلك
والمقصود أن هؤلاء يؤول بهم الأمر إلى أن يسووا بين الأنبياء وغير والأنبياء بل بين الأنبياء والكفار ويطلبون من هذا ما يطلبون من هذا فأي الفريقين أشد تعظيما للأنبياء هؤلاء أو من يوجب تعظيمهم واتباع شريعتهم ويفرق بين الحق الذي جاؤوا به وبين غيره ولا ينزل أحدا منزلتهم ولا يشبه بهم من ليس منهم.
فصل
قال: وهذا الرجل المبتدع يأتي بألفاظ هي عين التنقيص بسوء فهمه ويحتج لها جهلا أو عنادا بألفاظ التنزيه تمويها منه أو جهلا
مخ ۵۹۳