فإن قول القائل: إن آدم للحق تقدس وتنزه وتعالى، بمنزلة إنسان العين من العين الذي يكون به النظر، يقتضي أن آدم عليه السلام(¬6) جزء من الحق تقدس وتعالى وبعض منه، بل أفضل أبعاضه وأجزائه، وهذا هو حقيقة مذهب هؤلاء القوم، وهم مقرون به من أقوالهم )(¬1).
ثم(¬2) قال:( ولما قرأوا(¬3) هذا الكتاب - أعني - الفصوص على أفضل(¬4) متأخريهم، قال قائل: إن هذا الكتاب مخالف للقرآن،(¬5) قال القرآن كله شرك، وإنما التوحيد في كلامنا هذا(¬6) - يعني - أن القرآن يفرق(¬7) بين العبد والرب. وحقيقة التوحيد عندهم أن العبد هو الرب.
فقال له قائل: فأي فرق بين أختي وزوجتي، وبنتي؟!
قال: لا فرق، لكن هؤلاء المحجوبون قالوا حرام!
قلنا: حرام عليكم )(¬8)!
مخ ۱۵۹