وأجاب سعد الدين قاضي الحنابلة بالقاهرة: ما ذكر من الكلام، قد تضمن تصديقه بما هو كفر، فيجب الرجوع عنه، والتلفظ بالشهادتين عنده، وحق على من سمع ذلك إنكاره، ويجب محو ذلك وما كان قريبا منه، ولا يترك بحيث يطلع عليه، فإن في ذلك ضررا عظيما، على من لم يستحكم الإيمان من(¬1) قلبه.
وأجاب جماعة من الأئمة، منهم بدر الدين بن جماعة، والخطيب شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي،(¬2) والقاضي بدر الدين الكتاني الشافعي، وشرف الدين الداودي(¬3) المالكي، وأئمة الشام، ومصر، والحرمين، بجوابات مصرحة بكفر قائل ذلك وناقله، [و] هي عندنا، إلا أنه لا يحتمل شرح الأبيات الزيادة على هذا في بيان ما أشرنا إليه:
وهذا مقال للفلاسفة الأولى
إلى النار مسراهم يقينا بلا رد
أي أن قول أهل هذه المقالة، قول قاله قبلهم أهل التعطيل والإلحاد من الفلاسفة، وهم القائلون بالوجود المطلق، وأقوالهم مبسوطة في كتب المقالات، فجاء هؤلاء الطوائف تظهروا بالاسلام، وأدخلوا فيه(¬4) هذه الدواهي العظام، وألفوا في هذه الكفريات مؤلفات أشرنا إليها بقولنا:
وألف في هذا ابن سبعين كتبه
مخ ۱۶۰