قال ابن القيم:(( وهذا الجمع بهذا التفصيل هو قول الصحابة، الذين هم أعلم بكتاب الله، وبالإيمان والكفر ولوازمهما، فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم، فإن المتأخرين لم يفهموا مرادهم، فانقسموا فريقين، فريقا أخرجوا(¬1) من الملة بالكبائر، وقضوا على أصحابها بالخلود في النار. وفريقا جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان، فهؤلاء غلوا وهؤلاء جفوا، وهدى الله أهل السنة للطريقة المثلى، والقول الوسط.
ثم أخرج عن(¬2) ابن عباس بسنده ما قدمنا، وأخرج عن طاوس قال: (( سئل ابن عباس عن قوله تعالى: : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [المائدة:44].قال: هو لهم كفر، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله )).
وقال عنه في رواية أخرى: (( كفر لا ينقل عن الملة )).
وقال عطاء: (( كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق ))(¬3).
مخ ۱۴۵