وأخرج أبو الطاهر المخلص، من طريق عبد الله بن شريك العامري، عن أبيه قال: قيل لعلي عليه السلام: إن هاهنا قوما خارج المسجد يزعمون أنك ربهم !! فدعاهم وقال: ويلكم ما تقولون؟! قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا. فقال: إنما أنا عبد آكل الطعام كما تأكلون، وأشرب كما تشربون، إن أطعت الله أثابني، وإن عصيته خشيته أن يعذبني، فارجعوا. فأبوا فلما كان الغد غدوا عليه، فجاء قنبر فقال: والله رجعوا يقولون ذلك الكلام. قال: أدخلهم. فقالوا: كذلك. فلما كان اليوم الثالث قال: لئن قلتم لأقتلنكم شر قتلة! فأبوا إلا ذلك. فقال: يا قنبر ائتني بفعلة،(¬1) فخد لهم خدودا بين باب المسجد والقصر، قال: احفروا وأبعدوا في الأرض، وجاء بالحطب وطرحه في النار في الأخدود، وقال: إني طارحكم فيها أو ترجعون. فأبوا أن يرجعوا، فقذفهم فيها وقال:
إني إذا رأيت أمرا منكرا
أوقدت نارا ودعوت قنبرا
قال الحافظ ابن حجر إسناده صحيح.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب منهاج السنة: إن عليا عليه السلام أمر بإحراق الذين ادعوا فيه الإلهية، فإنه خرج ذات يوم فسجدوا له. فقال لهم: ما هذا؟ قالوا: أنت هو. قال: من أنا؟ قالوا: أنت الله الذي لا إله إلا هو. فقال: ويلكم هذا كفر، فارجعوا عنه وإلا ضربت أعناقكم. فصنعوا في اليوم الثاني والثالث كذلك، وأخرهم ثلاثة أيام، لأن المرتد يستتاب ثلاثة أيام، فلما لم يرجعوا أمر بأخاديد من نار ....إلى آخر ما ذكرناه. وقال: وهذا واجب باتفاق المسلمين. انتهى كلامه.
وأنشد لبعض النصيرية:
أشهد أن لا إله إلا ... علي الأنزع البطين
ولا حجاب عليه إلا ... محمد الصادق الأمين
ولا طريق إليه إلا ... سليمان ذو القوة المتين
إذا عرفت هذا، فلذا قلنا:
وهذا هو الكفر الصريح وليس ذا
مخ ۱۱۸