لكنك تدركين إذ ذاك أن ما عللوك به كان خرافة، وأن لا شيء بعد الموت.
مييريس :
سواء صدقوا فيما زعموه أو كذبوا، فالإيمان بما وراء الموت عزاء وسلوى، أترين إذا أنا مت، لأستقبلن المنون بثغر باسم؛ إذ أكون على وشك اللقاء بولدي المحبوب في العالم الآخر، إن فقد أم ولدها يا يوما، مصاب شديد لا تكاد الأم تصدق به، وكأني بالذي قدر هذا الفراق الأليم، أراد أن يخفف من وقعه، فألهم الأم العزاء الجميل؛ إذ ألهمها أمل اللقاء القريب، فهي تقول في نفسها: ما هذا إلا فراق وبعد الموت التلاق ... قد يكون ما تدعيه يا ساتني صادقا، ولكن إذا كان مذهبك يقضي على الأم، بقطع الرجاء من لقاء صغير ثكلته، أو عزيز فقدته، ويجعل الموت سدا بين الحياة والآمال، فأبشر بأننا معشر النساء أول من يكفر بك وبمذهبك.
يوما (بحرقة) :
مولاتي لا تصدقي ما يقول، لا تصدقي.
مييريس :
وا أسفاه، لقد خاب الرجاء!
يوما :
لا تصدقي يا مولاتي.
مييريس :
ناپیژندل شوی مخ