165

ثم أن الصادق عليه السلام أثبت له أنها مصنوعة لغيرها ، لسبقها بالعدم ولأن صنعتها تدل على أن صانعها حكيم عالم ، الى غير ذلك من البراهين.

ثم ما زال الصادق يسايره في الكلام ، ومحور الكلام الاهليلجة ، إلى أن أرغمه الدليل على الاعتراف بالصانع الواحد ، بعد أن صار كلامهما إلى النجوم والمنجمين.

ثم صار الصادق يدلي عليه بالبيان عن تلك العلامات على ذلك الصانع الواحد ، والدلالات على ذلك الحكيم القدير والعالم البصير ، من مصنوعاته من السماء والأرض والشجر والنبات والأنعام وغيرها وكيفية دلالتها عليه.

ثم أخذ في بيان صفاته من اللطف والعلم والقوة والسمع والبصر والرأفة والرحمة والإرادة (1).

أقول : وما حداني على الاشارة الى مواضع هذه الرسالة دون إيرادها إلا رعاية الإيجاز ، على أن هذه الرسالة جمعت فنونا من العلم الى قوة الحجة وجودة البيان ، وما كان محور المناظرة فيها إلا اهليلجة ، وهي من أضعف المصنوعات ، وأصغرها جرما وشأنا.

موجز براهينه على الوجود والوحدانية :

تعرف المواهب الغزيرة من المقدرة في البيان ، فبينا تجده يطنب في الدليل كما في توحيد المفضل وغيره إذ تراه يأتي بأوجز بيان في البرهان مع الوفاء بالقصد ، وذلك حين يسأل عن الدليل على الخالق فيقول عليه السلام : ما بالناس من حاجة (2).

مخ ۱۶۸