220

ایلیاډه

الإلياذة

ژانرونه

إنه هكتور الذي اقترب من «أياس» وضرب رمحه الدرداري بسيفه الكبير بالقرب من طرفه - عند قاعدة السن - فحطمه شر تحطيم، وبذا كان أياس يلوح عبثا برمح عديم السن، إذ سقطت رأس الرمح البرونزية بعيدا عنه، تجلجل على الأرض. وعندئذ ارتجف أياس إذ هالته أعمال الآلهة؛ فقد أدرك - في قرارة قلبه - كيف أن زوس الذي يرعد في عليائه، قد أفسد عليه خططه الحربية كلية، ليمنح الظفر للطرواديين. فتقهقر بعيدا عن مرمى الرماح. وإذ ذاك قذف الطرواديون على السفينة السريعة نارا ضارية، فاندلعت فيها نيران لا سبيل إلى إخمادها.

وهكذا طوقت النيران مؤخر السفينة، ولكن «أخيل» ضرب كلتا فخذيه وتحدث إلى باتروكلوس قائلا: «انهض يا باتروكلوس، يا سليل زوس، وسيد الفرسان. فوا عجبا إني لأرى هجمة النار المدمرة بجانب السفن. ليتهم لا يستولون على السفن، ولا يكون هناك فرار بعد ذلك! البس حلتك الحربية بمنتهى السرعة، ريثما أجمع أنا الجيش.»

المورميدون يستعدون!

وما إن قال هذا، حتى أعد باتروكلوس نفسه في البرونز البراق، فلبس أولا درعي السيقان حول ساقيه، وكانتا بديعتين، ومثبتتين بقطع من الفضة في عقبيه. ثم ارتدى حول صدره درقة ابن أياكوس السريع القدمين المصنوعة صنعا فاخرا، والمزركشة بالنجوم. ورفع السيف البرونزي المرصع بالفضة على كتفيه، وأتبع ذلك بالدرع الكبيرة المكينة، ثم وضع الخوذة المتينة الصنع - ذات الخصلة من شعر الخيل - فوق رأسه العتيد، فأخذت الخصلة تهتز بشدة. وتناول رمحين قويين يليقان بقبضتيه، ولكنه لم يأخذ رمح ابن أياكوس المنعدم النظير، ذلك الرمح الثقيل، الضخم، المتين، الذي لم يكن في مقدور غيره من الآخيين أن يستخدمه، اللهم إلا أخيل وحده الذي برع في استخدامه. إنه ذلك الرمح البيلي، المصنوع من الدردار، الذي أعطاه خايرون لأبيه العزيز، وصاغه ذؤابة بيليون ليكون أداة لقتل المحاربين. وأمر «أوتوميدون»

5

أن يضع النير بسرعة على أعناق الجياد، وكان يبجله أعظم تبجيل - بعد «أخيل» محطم صفوف البشر - ويعتبره أعظم الجميع إخلاصا لندائه في المعركة. وعند أمره، قاد «أوتوميدون» الجوادين السريعين تحت النير، وهما: كسانثوس، وباليوس اللذان كانا يطيران في سرعة الريح، واللذان أنجبتهما الهاربيوبودارجي للريح الغربية، بينما كانت ترعى في المرج بجوار مجرى أوقيانوس. وفي جرارات العربة الجانبية، أسرج بيداسوس العظيم الذي أحضره أخيل، ذات مرة، عندما استولى على مدينة أيثيون. ومع أنه كان من جياد الدنيا الفانية، إلا أنه جارى الجوادين الخالدين!

أما «أخيل»، فقد راح يسير خلال الأكواخ، ويحمل جميع المورميدون على ارتداء حللهم الحربية، ثم تدفقوا إلى الأمام كالذئاب النهمة، وفي قلوبها قوة تفوق الوصف، ذئاب قتلت في التلال غزالا عظيم القرون، ومزقته فتخضبت أفواهها جميعا بالدم. ثم أقبلت بجمعها تلعق بألسنتها الرفيعة سطح الماء الأسود في نبع قاتم، متجشئة الدم في نفس الوقت، وقلوبها رابضة في صدورها، وبطونها منتفخة، هكذا هرع القادة وحكام المورميدون فورا، فألقوا حول الخادم الشجاع لابن أياكوس السريع القدمين. وفي وسطهم جميعا وقف «أخيل» الباسل، يحمس كلا من الجياد والرجال الذين يحملون التروس.

خمسون كانت السفن السريعة التي قادها «أخيل» - حبيب زوس - إلى طروادة. وفي كل سفينة خمسون رجلا من رفاقه يجلسون بجانب فتحات المجاذيف. وكان قد عين خمسة من القواد الموثوق بهم لإصدار أوامره، بينما تزعم بنفسه الجميع، بفضل قوته العظيمة. وكانت الفرقة الأولى بقيادة مينيسثيوس ذي الدرقة اللامعة، ابن سبيرخايوس، النهر المنحدر من السماء، وقد أنجبته ابنة بيليوس - بولودورا الفاتنة

6 - لسبيرخايوس الذي لا يكل، امرأة اضطجعت مع إله، ولكنه كان - بالاسم - ابنا لبوروس بن بيريريس، الذي تزوجها علنا، عندما قدم لها هدايا عرس لا تعد ولا تحصى! أما قائد الفرقة الثانية فكان يودوروس الصنديد، ابن فتاة لم تتزوج! فقد أنجبته بولوميلي ابنة فولاس المبدعة في الرقص. إذا افتتن بها صياد أرجوس القوي

7

ناپیژندل شوی مخ