196

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

ژانرونه

واعلم أنهم قد يغلطون في شيء آخر عير ما ذكرناه أولا وهو أنهم قد يتوهمون في بعض الأحاديث أنه يقوى بدعة لخصمهم قيردونه بمجرد وهمهم وزعمهم، وسأضرب لك مثلا يحقق ما ذكرته وهو أن مسلم الحجج لما اشتغل في أول صحيحه بالحط من شأن عمرو بن عبيد رحمه الله تعالى قال فيه ما نصه: وحدثني عمرو بن علي أبو حفص قال: سمعت معاذ بن معاذ يقول: قلت: لعوف بن ابن أبي جميلة أن عمرو بن عبيد حدثنا عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((من حمل علنيا السلاح فليس منها)) قال: كذب والله عمرو في صابح الكبيرة، وهذا غلط من وجوه:

الأول: أن مذهب عمرو أن لصاحب الكبيرة منزلة بين المنزلتين كما هو مشهور مسطور، بل هو أول ما اشتهر من مذاهب المعتزلة وكان سببا في مفارقى واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد لحقلة الخسن رحمهم الله، ولكني أظن أن عوف بن أبي جميلة لا يعرف حقيقة الكلام في اثبات المنزلة بين المنزلتين فإنه قد خفي على كثير من خصوم المعتزلة، ولهذا لم يدل المعترص بغلط في ذلك وبخلط في مواضع من هذا الكتاب الذي سماه بالنبراس، وسيأتي التنبيه منا على ذلك إن شاء الله تعالى.

الثاني: أن مذهب الحسن أشد من مذهب عمرو؛ لأن الحسن يرى أن صاحب الكبيرة منافق كما هو مشهور عنه أيضا، فلم نسب عوف الكذب إلى عمرو دون الحسن مع أن الحديث المذكور أ،سب بمذهب الحسن كما ترى، وبهذا وأمثاله يعلم أن الجرح المطلقغير مقبول؛ لأنه كثيرا ما يبتني على غلط أو على هوى وتعصب لمذهب، وما كاد يسلم عثر عن الأعصار من هذه الآفة التي تعرض بين .......... والمتعاصرين إلا من عصمه الله تعالى........ نفسه الأمارة بالسوء.

فإن قلت: أن عوفا وأمثاله إنما جعلو الحط في هذه الرواية على عمرو تحاشيا عن الحسن؛ لأنه رضي الله عنه كان بمحل من الجلالة حت كان يشار إليه بأنه سيد التابعين فتحاموا عنه وإلا فهم يعرفون مذهبه في صابح الكبيرة، وأنه أعظم من مذهب عمرو.

مخ ۲۲۰