ومن ذلك:

٥٧ - حديث محمد بن عبد الله بن جحش، قال: مرَّ النبيُّ ﷺ -وأنا معه- على معمر، وفخذه مكشوفة، فقال: "غط فخذك، فإن الفخذ عورة".

وهذا حديث أشار إليه البخاري في جامعه (١)، ساقه بإسناده في تاريخه، فقال: أنا إبراهيم بن موسى، أنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني العلاء، عن أبي كثير، عن محمد بن جحش، فذكره.

وهو حديث ضعيف، لأنَّ أبا كثير (٢) لا يعرف حاله، وهو مولى محمد بن

(١) أشار إليه في باب ما يذكر في الفخذ، بقوله: ويروى عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش عن النبي ﷺ: "الفخذ عورة". (الفتح: ١/ ٤٨٧).

قال الحافظ في (الفتح: ١/ ٤٨٩): "فقد وصلله أحمد، والمصنف البخاري في التاريخ، والحاكم في المستدرك؛ كلهم من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي كثير مولى محمد بن جحش عنه"، وقال: "مرَّ النبيُّ ﷺ وأنا معه على معمر وفخذاه مكشوفتان، فقال: يا معمر غط عليك فخذيك، فإن الفخذين عورة". قال الحافظ: "رجاله رجال الصحيح، غير أبي كثير، فقد روى عنه جماعة، لكن لم أجد فيه تصريحًا بتعديل".

وأخرجه أحمد: ٥/ ٢٩٠؛ والحاكم في المستدرك، في كتاب اللباس، باب الفخذين عورة، من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي كثير مولى محمد بن جحش -كما قال الحافظ في "الفتح"- وسكت عنه، ووافقه الذهبي؛ وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى، كتاب الصلاة، باب عورة الرجل: ٢/ ٢٢٨؛ وأخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في غسل الميت: ١/ ٤٦٩؛ وذكره ابن حجر في الإصابة، ضمن ترجمة معمر بن عبد الله بن نضلة بن نافعٌ، وعزاه لابن نافعٌ من وجه آخر عن الأعرَج، عن معمر بن عبد الله ﵁، ومحمد بن عبد الله بن جحش نسب إلى جدّ له، ولأبيه عبد الله صحبة، وزينب بنت جحش أم المؤمنين هي عمته، ومعمر المشار إليه هو معمر بن عبد الله بن نضلة القرشي العدوي.

(٢) في الأصل: "لأن ابن كثير"، والصواب: "لأن أبا كثير" وهو مولى آل جحش، يقال: له صحبة، عن سعد وغيره، وعنه: العلاء بن عبد الرحمن، ومحمد بن عمر. الكاشف: ٣/ ٣٢٨.