والأربعة هي الزوج المركب، على أن السابق هو الذي دل على وحدة مبدعه وأمر باريه ودل على هويته وهوية تاليه. فالحرفان المزدوجان فى تلك الكلمة دلالته، على هويته وهوية تاليه. والحرف المفرد دلالته على الكلمة المحضة15 المتحدة بهويته، وعلى أن [64] التالى هو الذي أقام للخلق في16 كل دور زوجا من البشر للتنزيل والتأويل، وفي كل زمان بعدهما زوجا آخر وهما الفرعان. ويجوز على أن من السابق تقوية الفروع الثلاثة الذين هم: الجد والفتح والخيال، ومز التالي تقوية الطبائع الأربع.
وإنما اكتفى فى باب التخليق بالحروف العلوية السبعة لأن الإنسان المركب قد وقف كلامه المنطقى على ثمانية وعشرين حرفا، وقدر على عبارة الأسماء والصفات بها، لا يعدوها ولا يتجاوزها. والآلات التى بها تظهر هذه الحروف أربعة، وهى: الحلق واللهاة واللسان والشفتان. فلما جاوز أمر الكلام عن المنطق وبلغ أمره إلى الأوهام، وهى شيء روحاني، أخذ ربعها فصار سبعة حروف17 دلالة على الخواطر والأوهام. فأضيف كل حرف منها إلى صاحب دور، والبدء كان من آدم عليه السلام. فأضيف إليه حرف الكاف الوهمي الروحانى، فنال بحرفه كلية الأسماء والصفات من غير تفسير ولا [65) إيضاح 18 كما أن بالحرف الواحد لا تظهر كلمة مبينة عن معنى.
مخ ۱۲۵