المخصوص بتأليف الحروف لتصير كلاما، وبتحرير الكلام ليصير أسماء]] وصفات، وبتقرير" الاسماء والصفات لتصير قضايا، وبتهذيب القضايا لتصير برهانا . والكلام ما لم يقترن بالصوت المنطقى9 يكون فى هموم القلب، وما دام فى هموم القلب كان روحانيا لطيفا. فإذا قارنه الصوت صار جسمانيا كثيفا. والرسل من بين البشر هم الذين انتهت إليهم صفوة العالمين، وهم الذين قدروا على غرس هذه الحروف في الأوضاع والكتب لتكون لمن دونهم من البشر بها، وباستعمالها والإحاطة بما فى كتبهم، طهارة الأنفس وتنقيتها من الأوساخ، فتقوى على اللخحوق10 بدار الجزاء.
وهذه الحروف المعروفة بلكونى قدر كلمتان: كلمة مؤنثة وكلمة مذكرة. فالمذكرة منهما كلمة «قدر»، والمؤنثة كلمة كونى. والابتداء بالمؤنثة والانتهاء بالمذكرة، [63] على أن الزوج الأول الذي ظهر من أمر الله تعالى ذكره أحدهما ذكر وهو السابق، والأخرى11 أنثى وهو التالى. وإنما ابتدئ بكلمة التأنيث وأخر كلمة التذكير لأن الظاهر من آثار النفس، وهو التراكيب، أظهر من الخفي من آثار العقل، وهو التأييد. والظاهر أقرب إلينا وأكثر دلالة من الخفى. وما هو أكثر دلالة أولى بالتقديم. وكلمة التذكير منهما مؤلفة من ثلاثة أحرف، وكلمة التأنيث من أربعة أحرف. والثلاثة هى الفرد1 المركن،3
مخ ۱۲۴