إیضاح په مصباح شرح کې
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
ژانرونه
والذي يدل عليه أنا متى علمنا أصواتا أو حروفا متقطعة متميزا بعضها من بعض سميناها كلاما وسمينا الفاعل لها متكلما، فلو كان الكلام أمر غير الذي ذكرناه لصح انفصال أحدهما عن الآخر فيكون الكلام مع فقد هذه الأصوات أو لا يكون الكلام مع وجود هذه الأصوات إذ لا علقة بين هذه الأصوات وبين الكلام الذي تزعمونه ، فلو علمنا أن الكلام يقف العلم به على العلم بهذه الأصوات نفيا وإثباتا علمنا أنها هي الكلام، فاحتجاج الأشعرية بقولهم في نفسي كلام باطل، لأن ذلك من قبيل المجاز، إذ لا دليل على ذلك الكلام النفساني لأن أحدنا لا يجد من نفسه حال التكلم ولا قبله إلا العلم بترتيبه أو التفكر فيه، فإن عنوا بالكلام النفسي ذلك العلم والتفكر فخطأ في العبارة وغلط في الإطلاق وإن أرادوا غير ذلك فغير معقول وإلا لزم أن نسمي الساكت متكلما وكذا الأخرس وقد بينا بطلانه. واعلم أن الناس مختلفون في هذا القرآن المتلو في المحاريب الموجود بين المسلمين المحفوظ في الصدور وله أسماء ثمانية قرآن، وفرقان، وكتاب، وذكر، وروح قال الله تعالى{وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا}(الشورى:52) ونور قال تعالى{فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا}(التغابن:08) وهدى قال تعالى{وهدى للناس}(الأنعام:91) هل هو كلام الله أو غيره، فالذي ذهب إليه أكثر أهل العدل وهو قول كثير من الفرق أنه كلام الله@ دون أن يكون كلاما لغيره وطريقنا إلى ذلك أنه لا يمكن القادرون بالقدرة إيجاده على ذلك الحد من الترتيب والنظم وكونه في أعلى طبقات البلاغة لا يوجد مثله في فصاحته إلا بزيادة علم من الله تعالى يعرف هذا من عرف السير والتواريخ حيث عجزت العرب- وهم حينئذ الصميم- عن الإتيان ببعض منه وكذا من عرف قوانين البلاغة وهي مدونة في علوم العربية فنعم الوسيلة هي فتكون حينئذ كالكلام الذي يوجد في الأشجار والأحجار في خروج كل عن طاقة البشر.
وقال بعضهم: كلام الله هو الله، وقيل هو بعضه.
وقالت الأشعرية: هو معنى قديم قائم بذاته لا هو الله ولا هو غيره كما يقولونه في سائر المعاني.
وقالت الكلابية: هو معنى أزلي قائم بذاته ليس بحروف ولا أصوات وهو يعود إلى قول الأشعرية سوى أن الكلابية فروا عن التعبير بالقديم وهم منغمسون فيما هربوا منه. قال الدواري: إذ معنى القديم والأزلي واحد.
قالت المطرفية: بل هو صفة ضرورية قائمة بقلب ملك يقال له ميخائيل.
قالت الفرق الثلاث: والكلام الذي بيننا عبارة عنه فقط.
وقالت الباطنية: هذا الذي نتلوه كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعانيه حصلت له بالفيض من النفس الكلية وهي نفس التالي إلى نفسه وهي النفس الجزئية فصاغ هذه الحروف والقرآن كلامه.
والدليل على ذلك المذهب الصحيح وهو أن كلام الله هو الذي نتلوه المتواتر لدينا، إن المتكلم فاعل الكلام قطعا وذلك دليل على أن كلام الله فعله، وقد ثبت بما مر أن الكلام هو الحروف والأصوات، والحروف والأصوات غيره تعالى لأنها أعراض وهو ليس بجسم ولا عرض، ويقال لمن أثبت الكلام النفسي هو، إما الحروف والأصوات فيلزم حدوثه كهذا الذي هو عبارة عنه أو غيرهما فلا يصح أن يكون هذا عبارة عنه لاختلاف الماهيتين.
مخ ۱۸۶