131

فاجتهدت في تمييزهما فتعذرا، فراجعت عقلي. فقلت: إنه مالك وهذا مملوك، تساوت أحوالهم قبل ورود القيامة، فكيف أنت لهم في القيامة، فتناولت أعظما منهم أعتبر بها، ونسيت ملك الدنيا ابتغاء وجهه تعالى، وطلبا للنجاة.

فقال: أنا ذو القرنين، فسلني عما بدا لك من الحاجات.

فقال: أريد حياة لا ممات بعدها، وملكا لا زوال بعده، وراحة لا كدر فيها؟

فقال ذو القرنين: ما يملك هذا إلا الله الواحد القهار.

قال: فإذا أنت وأنا على سواء ، نسأل الله من يقدر عليها.

* مصنفه: فهؤلاء ومن نحى نحوهم، لو لم يهجروا الدنيا، وانهمكوا فيما كانوا فيه فلم يجدهم ما هم فيه، وقد تصرم عنهم، وصاروا سمرا، ولأمثالهم عبرا، أحاطوا أنفسهم ببصائر العقول ففازوا، [وغيرهم] غيرهم الهوى باللذات واغتروا، فصرعتهم الغرة، فخسروا الدارين.

* مصنفه:

أو ليس خلب بارق وخياله .... طيف السراب فلا تراه واقيا

أين الذين تنافسوا في نيله .... رحلوا جميعا كارهين بواكيا

مخ ۱۶۳