وكان بالحجاز عرافة كاهنة لها تابع من الجن ، فانطلقوا به حتى قدموا عليها ، وقص عليها عبد المطلب خبر نذره ، فقالت لهم : ارجعوا عنى اليوم حتى يأتينى تابعى «وساخ» ، فرجعوا من عندها ثم غدوا عليها ، فقالت لهم : كم الدية فيكم؟ فقالوا : عشرة من الإبل ، فقالت : قربوا عن ولدكم عشرة من الإبل ، ثم اضربوا عليها وعلى ولدكم فإن خرجت على ولدكم ؛ فزيدوا عشرة أخرى ، واضربوا عليها وعلى ولدكم ، واستمروا كذلك إلى أن تخرج السهم عن الإبل فانحروها عنه ، فقد رضى ربكم ونجى ولدكم.
فخرجوا حتى قدموا مكة ، فقدموا عشرة من الإبل ، وضربوا القداح ، فخرج القداح على عبد الله فزادوا عشرة فخرج عبد الله واستمروا يزيدون عشرة فعشرة حتى بلغت الإبل مائة فخرج القدح على الإيل فأعادها ثانية ثم ثالثة ، فخرج القدح على الإبل ، فأتى فنحرت ثم تركت لا يمنع من شحومها آدمى ولا وحش ولا طير.
قال الزهيرى : وكان عبد المطلب أول من سن دية النفس مائة من الإبل ، فجرت فى قريش ، ثم فشا فى العرب ، فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشرف وكرم.
** الثامن بناء قريش الكعبة المشرفة :
قال حائمة الحفاظ والمحدثين ، مولانا الشيخ «محمد الصالحى» (قد الله تعالى روحه) فى كتاب «سبل الهداية والرشاد فى سيرة خير العباد» (1)؛ وهو أحسن كتاب للمتأخرين واسطة فى السيرة النبوية ، ولنا به إجازة عامة ( رحمه الله تعالى): إن امرأة جمرت الكعبة بالبخور ، فطارت شرارة من
مخ ۸۲