ابراهیم ابو الانبیا
إبراهيم أبو الأنبياء
ژانرونه
قد وردا في جغرافية بطليموس، وليس موقعهما كما وصفه الجغرافي الكبير بعيدا عن مملكة إسرائيل، فإذا كان بطليموس قد سمع بهما؛ فلا يعقل أن يكون أمرهما مجهولا عند كتاب العهد القديم، وإنما المعقول أن السكوت عن كل رسالة في أبناء إسماعيل هو المقصود.
ومن الواجب تقرير هذه الملاحظات قبل الانتقال إلى مصادر الأحافير وتعليقات المؤرخين المحدثين.
الفصل التاسع
الأحافير والتعليقات
البلاد والسكان
بلاد الشعوب التي تعرف بالسامية - أو على الأصح بالعربية - هي شبه جزيرة العرب، ومن شبه جزيرة العرب هاجرت بعض القبائل إلى بلاد الهلال الخصيب بين وادي الفرات والبحر الأبيض المتوسط، وهاجرت قبائل أخرى من جنوب شبه الجزيرة إلى الحبشة في أفريقية.
والرأي الغالب أن الهجرة تتبع طريقها من جنوب الجزيرة إلى شرقها في محاذاة البحر الهندي، فالخليج الفارسي، فنهر الفرات إلى أقصاه شمالا، ويرتفع بعض المؤرخين بأول فوج من أفواج الهجرة العربية إلى القرن الثلاثين قبل الميلاد، ثم تتابعت الأفواج من هذا الطريق إلى ما بعد التاريخ.
فالآشوريون والأكاديون والبابليون والكلدانيون هم أفواج متلاحقة على فترات متباعدة تتراوح الفترة منها بين ستمائة سنة وألف سنة، وأقدمها ما أقام في الشمال؛ لأن الأقاليم الشمالية في وادي النهرين كانت أخصب الأقاليم وأصلحها للزراعة والمرعى، خلافا لأقاليم الجنوب التي كانت مغمورة بماء البحر الملح، وظلت كذلك زمنا طويلا قبل أن ينحسر عنها الماء، وتصلح فيها الأرض للسكن والزراعة، فلما انحسر عنها الماء أصبحت أعمر الجهات في وادي النهرين؛ لقيام المدن على شواطئها، ووفرة الموارد فيها من التجارة والزراعة.
ومن شمال العراق، كانت قبائل المهاجرين الأوائل تنحدر إلى بادية الشام وإلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط على مقربة من صحراء سيناء.
فالقبائل العربية التي أقامت في فلسطين من شمالها إلى جنوبها إنما قدمت إليها على الأكثر من الشرق لا من الجنوب، ولم يظهر لنا من الآثار ما يدل على هجرة كبيرة من طريق الحجاز وشواطئ البحر الأحمر قبل الدعوة الإسلامية.
ناپیژندل شوی مخ