ابراهیم ابو الانبیا
إبراهيم أبو الأنبياء
ژانرونه
كلما لاح للعيون هلال
كان حولا لديهم في الدهور
وليس هذا الظن بالصواب؛ لأن الأوائل كانوا يعرفون حساب الأهلة وحساب الشمس منذ عهد بعيد يرجع إلى ما قبل التاريخ.
واجتهد بعضهم فقال: إن الأعمار المقدرة هنا هي أعمار العشائر والدعوات النبوية، وكثيرا ما يجري الحديث حتى اليوم باسم رأس العشيرة ويكون المقصود هو العشيرة كلها، أو يقال ابن الشرق وابن الغرب وابن أوروبة وابن أمريكا، والمقصود هنا هو العشائر بأجمعها.
وتوافق على هذه المذاهب من التأويل أناس من كل ديانة كتابية، فليست هي مقصورة على المسلمين ولا على المسيحيين ولا على اليهود، بل يشترك فيها أصحاب الفقه من جميع الأديان.
ونحن هنا لا حاجة بنا إلى الفصل في هذه التأويلات، وإنما أردنا بتمحيصها ووضعها في مواضعها أن الاتفاق تام بين أصحابها جميعا على أمرين:
أولا:
أن تقدير الأعمار في كتب العهد القديم يزداد كلما تباعد الزمن بين رواة الخبر وبين عصور المعمرين الذين تحسب أعمارهم، فكلما صغرت المسافة بين الزمنين كان التقدير أقرب إلى العمر المألوف.
فعند كتابة العهد القديم كان قد انقضى على عهد موسى عليه السلام نحو سبعة قرون، وانقضى على عهد إبراهيم عليه السلام نحو أحد عشر قرنا، فحسب عمر موسى مائة وعشرين سنة، وعمر إبراهيم مائة وخمس وسبعين سنة، ويزداد التقدير إلى أكثر من ذلك كلما أوغل الزمن في القدم إلى ما قبل التاريخ .
فبهذه القاعدة أصبح تقدير الأعمار مساعدا على تقرير وقت الكتابة وتقرير الفترات بين العهود، فلم يبطل حساب المراجع القديمة بهذا الاختلاف بين الأوائل والأواخر في حساب الأعمار الطوال، بل جاء فيه ما يساعد على الموازنة والقياس.
ناپیژندل شوی مخ