ابراهیم ابو الانبیا
إبراهيم أبو الأنبياء
ژانرونه
والواقع أن هذه التخطئة لا محل لها عند النظر في أصول الأسماء، فإن إبراهيم قد انحدر إلى أرض كنعان من أرض آشور، واعتقد شراح الكتب الإسرائيلية، في غير موضع، أن الآباء الأولين كانوا ينسبون إلى بلادهم أو أممهم كما يقال عن ابن مصر، وابن أوروبة، وأبناء الشرق، وأبناء الغرب، وأبناء النيل.
فإذا نسب إبراهيم إلى آشور، فمن الجائز جدا أن يكون تارح وآزر لفظين مختلفين لاسم واحد، سواء كان هذا الاسم علما على رجل أو على الجد القديم الذي تنسب إليه أمة آشور، وكثيرا ما انتسب القوم إلى اسم جد قديم كما يقال في النسبة إلى عدنان وقحطان.
ونظرة واحدة في كتابة اسم آشور ونطقها إلى اليوم في العراق وسورية تقرب لنا هذا الاحتمال الذي يبدو بعيدا لأول وهلة.
فقد كتبت آشور تارة آزور، وتارة آثور، وتارة آتور بالتاء، وتارة آسور بالسين ...
ولا يخفى أن اللغات السامية لم تكن تكتب لها حروف علة إلى زمن قريب، وأن الإغريق الذين أطلقوا اسم «آسورية» على وطن إبراهيم من نهر الفرات إلى فلسطين ينطقون الياء الإغريقية بين الواو والياء؛ ولهذا تكتب لوبيا بالواو كما تكتب بالياء، وتنطق سيرية بالياء في اللغات الأوروبية، وتنطق سورية بالواو في اللغات الشرقية.
ولا يخفى كذلك أن كلمة تارح تنطق تيرح على لسان الكثيرين من الناطقين باللغات السامية، وتنطق تيرا وتيره عند الذين لا يستطيعون النطق بالحاء.
فإذا لاحظنا ذلك كله، فليس أقرب من تحويل آتور وآتير إلى تيره وتيرح، وقد وردت في تاريخ يوسيفوس بغير الحاء، ووردت في تاريخ يوسبيوس آثور، وهو مكتوب باليونانية، وقد ورد في التوراة اسمان بمعنى الأميرة، أحدهما بالحاء، وهو سارح «46 تكوين»، والآخر بغير الحاء، وهو سار أو سارة.
ومؤدى هذا أن «آزر» هي النطق الصحيح الذي عرف به اسم آسور القديم، وأن تيره وتيرح هي نطق الذين يكتبونها آتيره وآتيرح، وينطقون بكلمة آتور بين الواو والياء.
روى صاحب «المزهر» عن الأصمعي أن رجلين «اختلفا في الصقر، فقال أحدهما بالصاد، وقال الآخر بالسين، فتراضيا بأول وارد عليهما، فحكيا له ما هما فيه فقال: لا أقول كما قلتما؛ إنما هو الزقر. وعلى هذا يتخرج جميع ما ورد من التداخل نحو قلى يقلى وسلى يسلى.»
وإذا اختلفت الحروف في اللهجة العربية الواحدة هذا الاختلاف، فلا محل للجزم بالتخطئة حين تختلف السين والزاي، أو التاء والثاء في لغات تباعدت بينها الآماد.
ناپیژندل شوی مخ