فمن اذن للبسطاء والمساكين؟! اللهم كما رحمت السلف الصالح فارحم الخلف التائه..
اذن عاش الشيخ ابن تيميه نحو ثمان وستين سنه، ثم مات فردا، لم يتزوج مده حياته، ذلك الامر الذى بقى سرا مكتوما في حياته الشخصيه.
الشيخ المجتهد
كان يوم الاثنين، الثانى من محرم الحرام سنه 683 ه اختبارا صعبا لابن الثانيه والعشرين.
فقد توفى ابوه قبل اسابيع من هذا التاريخ في اواخر سنه 682 ه ، وظل كرسيه بجامع دمشق شاغرا ليشغله احد ابنائه، على طريقه الاسلاف اذ كانوا يتوارثون كرسى الدرس والخطابه، فكان احمد هو المدعو لخلافه ابيه في مجلس حاشد شهده بعض اكابر اهل العلم، منهم: قاضى القضاه الشافعى، وشيخ الشافعيه تاج الدين الفزارى، غير من حضر من اكابر الحنابله، وامام هذا الحشد ارتقى كرسيه والقى درسا في التفسير، طول فيه وفصل كاشفا عن حفظه واطلاعه، فاستحسن الحضور درسه، وكتب بعضهم اشياء استفادها منه، وتحدثوا بذلك، وذاع صيته في البلاد، فما كان الا شهر وبضعه ايام حتى هيى له منبر الجامع الاموى بدمشق ليلقى درسه الثانى في التفسير بعد صلاه الجمعه، ثم ثبت على ذلك كل جمعه، واشتهر امره في التفسير، ونسجت حوله الحكايات، وله في التفسير طريقه وآراء افردنا فصلا موجزا في المهم منها والخطير مما اغفل ذكره وبيانه كل من كتب عن ابن تيميه، ممن ذهب يستعرض قدراته الادبيه في انتقاء الفاظ المديح والاجلال والتعظيم التى لو جردتها عن القليل النادر من الاخبار التى جاء اغلبها مجملا، لرايت بين يديك اكداسا من كلمات خطابيه رنانه لا غير!.
ولاننا سلكنا الطريق الذى دعا اليه ابن تيميه في نبذ التقليد الاعمى، فسوف لا نهتز طربا امام اصداء تلك الكلمات الرنانه وتكثرها، سواء كانت ثناء او هجاء.
فقيها :
مخ ۳۳