لا يجوز أن نقوم بكل هذا حتى نسوغ به قتالنا للمسلمين الركع السجود؛ بزعمنا أنهم مثل الكفار تماما الذين (يصلون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله..)؟! وأننا نقوم بعمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه! فهذا غير صحيح، والاعتراف بالخطأ خير من التمادي في الباطل، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ومن رضي المعصية كان كمن شهدها وشارك فيها أو قريب من ذلك، فلنتق الله ولا تخدعنا القوة والكثرة عن ديننا، ولا نغتر بكثرة المناصرين في الباطل، فإن هؤلاء لا يملكون جنة ولا نارا، ولعل الشيخ الآن أحوج إلى استغفارنا من حاجته إلى نصرة الأخطاء التي وقع فيها، لكننا نغتر بالكثرة والغوغاء.
ثم على هذا المنهج العجيب في المقارنة بين فضائل الكفار وأخطاء المسلمين! الذي سبق نقده، على ذلك المنهج يمكننا أن نقول:
كيف نقاتل اليهود؟! وهم يصدقون في القول، ويحترمون العدالة، ويوزعون الأموال بالسوية، ويؤمنون بالله، ويحترمون المقدسات، ويحترمون حرية الرأي،..الخ! .
ونترك قتال المسلمين الذين يظلمون؟! ويتعاملون بالربا؟ ويكذبون؟ ويخلفون المواعيد؟ ويخونون في الأمانات؟ والذين يجيزون التوسل ويتبركون بالصالحين؟ ... الخ.
وهكذا فإن ذكرنا محاسن موجودة عند اليهود؛ وتناسينا مساوئهم وعكسنا القضية في حق المسلمين؛ تصبح المسألة ملتبسة، وأصبح قتال المسلمين أولى من قتال اليهود المحتلين(1)!!.
مخ ۳۲