ثم هناك أمر آخر ينبغي التنبه له لأهميته، وهو أن خصوم الشيخ وغلوهم في تكفيره وتبديعه؛ ساعد التيار المغالي في أتباع الشيخ وتلاميذه بالظهور، والنطق باسم الدعوة، واحتكار الدفاع عن العقيدة السلفية، والغلو في ذم المخالفين، مع الغلو في الدفاع عن أخطاء الشيخ، فأصبح ما دعى إليه الشيخ مهجورا من الخصوم والأتباع، على حد سواء إلا من رحم ربك(1)، وهذا ظاهر في زمننا هذا، فليس هناك إلا غلو في الشيخ أو غلو ضده، وليس عند المغالين من الطرفين استعداد للحوار الهادئ البعيد عن التعصب، وعلامة المغالي ضد الشيخ أنه لا يقبل إلا وصفه بكل سوء، كما أنه من علامة المغالي فيه - وهو ما يهمنا في هذه الرسالة- أنه لا يقبل نقد الشيخ، ويستعظم تخطئته، وكأن تخطئته من علامات الردة عن الإسلام، فمن وجدتموه يعترف بأن الشيخ قد أخطأ أو عنده استعداد لقبول هذا فهو معتدل، ومن رفض الحديث في الموضوع فهو من الغلاة، وهذا يطرد في جميع أصناف الغلاة، سواء الغلاة في أحد الصحابة، أو العلماء أو الأئمة الأربعة ... الخ.
وقد تشوهت صورتنا -نحن طلبة العلم في المملكة- بأننا لا نعترف بأخطاء الشيخ، وأننا نعده معصوما ولا نقبل النقاش في تخطئته والرد على ما أخطأ فيه، وأنه أصبح عندنا كأحد الأنبياء، وغير ذلك من الاتهامات التي -للأسف- يساعد على انتشارها بعض الغلو الموجود عندنا في الشيخ.
فمن هنا جاءت هذه المراجعة لكتاب مشهور من كتب الشيخ محمد واسمه (كشف الشبهات) انطلاقا من عدة أمور:
الأمر الأول: أن أي منجز بشري يحتاج من وقت لآخر للمراجعة والنقد، ولا عيب في هذا لا شرعا ولا عقلا.
مخ ۱۳