الأمر الثاني: أن بعض الأخطاء التي وقع فيها الشيخ وخاصة في التكفير؛ قد أوقعت كثيرا من طلبة العلم فيها تقليدا أو مغالاة، داخل المملكة وخارجها.
الأمر الثالث: إحجام كل طلبة العلم في المملكة تقريبا عن بيان تلك الأخطاء؛ فأصبح بيانها (فرض عين) على كل طالب علم قادر، وبعد هذا النقد -إن سمح له بالنشر- يصبح الفرض كفائيا؛ إن فعله البعض سقط عن الباقين ولعلي من ذلك البعض إن شاء الله.
الأمر الرابع: من حق كل طالب علم في المملكة أن يذب تهمة الغلو عن نفسه، وعن أبناء بلده فكثير من الناس يعرضون عن الأخوة الدعاة القادمين من المملكة؛ بحجة أنهم يكفرون المسلمين وأنهم يتمحورون حول الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا حول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ هذا معنى ما قرأته في بعض الكتب التي تنتقد غلونا في الشيخ، وهذا أيضا معنى ما سمعته من بعض الأخوة الذين خرجوا للدعوة خارج المملكة نقلا عن تصورات بعض المسلمين، وقد اشتكى هؤلاء الدعاة من الصدود والإعراض من الناس، وهذا الصدود والإعراض نتحمل جزءا كبيرا من مسئوليته، وإن حاولنا أن نتغافل عن هذه المسئولية أو ننكرها.
فمن حقنا أن نرفع من سمعة ديننا وأنفسنا ووطننا - وطن الحرمين الشريفين - بأننا لا نتبع إلا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأننا لا نتمحور إلا حول قال الله وقال رسوله، وأننا -وإن كنا ثمرة جهود الشيخ رحمه الله- إلا أننا:
لا نجعله نبيا معصوما
بل نخضع أقواله لأحكام الشريعة ولا نجعله فوق الشرع
مخ ۱۴