حلل سندسي
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
ژانرونه
574
منها مائة وسبعون تاجا من الدر والياقوت والأحجار النفيسة، وإيوان ممتلئ من أواني الذهب والفضة، وهو كبير، حتى قيل إن الخيل تلعب فيه فرسانها برماحهم لوسعه. وقد قيل أن أواني المائدة من الذهب، وصحافها من اليشم والجزع. وذكروا فيها غير هذا، مما لا يكاد يصدقه الناظر فيه. وبطليطلة بساتين محدقة، وأنهار مخترقة، ورياض وجنان، وفواكه حسان، مختلفة الطعوم والألوان ولها من جميع جهاتها أقاليم رفيعة، ورساتيق مريعة، وضياع بديعة، وقلاع منيعة، وبالجملة فمحاسنها كثيرة، ولعلنا نلم ببعض متنزهاتها فيما يأتي من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
وطليطلة قاعدة ملك القوطيين، وهي مطلة على نهر تاجة، وعليه كانت القنطرة التي يعجز الواصفون عن وصفها، وكانت على قوس واحد ، تكنفه فرجتان من كل جانب ، وطول القنطرة ثلاثمائة رباع، وعرضها ثمانون باعا، وخربت أيام الأمير محمد، لما عصى عليها أهلها، فغزاهم واحتال في هدمها. وفي ذلك يقول الحكيم عباس بن فرناس:
أضحت طليطلة معطلة
من أهلها في قبضة الصقر
تركت بلا أهل تؤهلها
مهجورة الأكناف كالقبر
ما كان يبقي الله قنطرة
نصبت لحمل كتائب الكفر
وسيأتي بعض أخبار طليطلة.
ناپیژندل شوی مخ