وقوله: تعدو به خوصاء أي تجري به فرس في عينها عور، والخوص عور في العينين.
وقوله: يفصم: أي يكسر، يقال: بالفاء، والقاف، وقيل: الفصم بالفاء: أن ينصدع الشيء، ولا يبين بعضه عن البعض، فإذا بان بعضه من بعض، فهو قصم بالقاف.
والرحالة: القنب، والرخو السهلة الجري، وتمرى تسرع، والكماة: الشجعان، والروغ: التحفظ والحدر.
ومعنى أتيح: قدر، والجري: ذو الجرأة والإقدام، والسلفع نحوه، ذكره على جهة التأكيد.
ووقع في بعض نسخ الجمل تعانقه - بألف -، وهو خطأ، والصواب: تعنقه، وكذا وقع في شعر أبي ذؤيب؛ لن تعانق لا يتعدى إلى مفعول، إنما يقال: تعانق الرجلان، والمعانقة والاعتناق، والتعنق هي المتعدية.
والاعتناق آخر مراتب الحرب؛ لأن أول الحرب الترامي بالسهام، ثم المطاعنة بالرماح، ثم المجالدة بالسيوف، ثم الاعتناق، وهو: أن يتخاطف الفارسان، فيسقطان إلى الأرض معًا، وقد ذكر ذلك زهير في شعره، حيث يقول:
يَطْعَنُهُم ما ارْتَمَوا حَتَّى إذَا اطعَنُواضَارَبَ، حَتَّى إذا حَارَبُوا اعْتَنَقَا
يريد أنه يزيد على ما يفعلون!.
وأراد أبو ذؤيب: أن الشجاع لا يعصمه من الهلاك جرأته وشجاعته، وأن كل مخلوق فالفناء قضاؤه وغايته! وأنشد أبو القاسم في باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره:
......... ... ضَرْيًا هَذَا ذَيْك وَطعْنًا وَخْضًا
هذا البيت: للعجاج، واسمه: عبد الله بن رؤبة وسمي العجاج لقوله:
حتى يعُجَّ عِندَهَا مَنْ عَجْعَجَا
وقبله:
حَتَّى يُقضِّي اْلأَجَلَ المُقَضَّى
والهذ: سرعة القطع، ومعنى ضربًا هذا ذيك: أي ضربًا يهذ هذا بعد هذ.
والوخض أن يدخل الرمح في الجوف، ولا ينفذ.
وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:
إِذَا شُقَّ برْدٌ، شُقَّ بالبردِ مثْلهُ ... دَوَالَيْكَ حَتَّى كُلُّنَا غَيْرُ لاَبِسِ!
هذا البيت: لسحيم، عبد بني الحسحاس في ابنة مولاه.
وسحيم: اسم منقول، وهو تصغير أسحم، وهو الأسود، فعلى هذا هو: مصغر مرخم، ويجوز أن يكون: تصغير سحم، وهو ضرب من النبات، قال النابغة:
إنّ العريمة مانع أرْماحَنَا ... ما كان من سَحمٍ بِها وصُفَار.
فيكون تصغيرا غير مرخم.
والوجه الأول أجود؛ لأنه كان عبدًا أسود.
وأما الحسحاس: فالأشبه أن يكون مرتجلًا، مشتقا من قولهم: حسحست الشواء، إذا أزلت عنه الجمر والرماد، وقد يمكن أن يكون منقولا؛ لأنهم قد قالوا: ذو الحسحاس: لموضع بعينه، قال الشاعر:
أَلاَ ليتَ شِعْرِي: هلْ تَغيَّرَ بعدنا ... ظِبَاءٌ بِذِي الحَسَحَاسِ نُجْلٌ عيُونُها
يروى: بالسين والصاد.
والبرد: الثوب، من أي شيء كان، وكان أبو حاتم يقول: لا يقال: برد، إلا لما كان فيه وشيء، فإن كان فيه من صوف فهو بردة، كما قال بعض الأعراب:
لعمْري لعرابية ذات بُردَة ... تَحُلَّ دِمَاثًا مِن سُويْقَةً أو فَردَا
ومعنى دواليك: مداولة بعد مداولة، وهو تثنية دوال وأنشد أبو زيد:
لَعَمرِي لَقَد بَّر الضَّبَابَ بَنُوهُ ... وبَعضُ البنين حَمَّةٌ وسَعَالِ
جَزَونِي بما رَبَّيتُهُم وحَمَلْتُهم ... كَذلِكَ مَا إنَّ الخُطْوبَ دَوَالِ
ولما رأوا أنَّ العظام تحَبَّبَت ... أقاموا العظامَ، فالعظامُ طِوالَ
ويروى: دوال - بالكسر، وهو مصدر دوالت، والدوال بالفتح اسم المصدر.
وأما ما ذكره من شق البرد، فمعناه: أن العرب قد كانوا يقولون: إن المتحابين إذا شق كل واحد منهما برد صاحبه، دامت مودتها، ولذلك قال قبل هذا:
كأنّ الصُّبيرياتِ وَسطَ بُيُوتِنَا ... ظباءٌ تَبدَّت مِن خِلاَلِ المكَانِس
فكم بُردَةٍ قَد شُقَّ عَنَّا وبرُقع ... على طِفَلة مَمْكُورَةٍ غَيرِ عَانِسِ
أراد بالصبيريات: نساء من بني صبيرة بن يربوع، والممكورة المطوية الخلق، والعانس التي بقيت في بيت أبيها ولم تنكح. وأنشد أبو القاسم في باب الوقف:
........ ... أَنَا ابنُ مَاوِيَّة إذَا جَدَّ النَّقُر
هذا البيت لا أعلم قائله، وأظنه لعبيد بن ماوية الطائي، لقوله: أنا ابن ماوية: وبعده:
وجاءت الخيلُ أَثَابِي زُمَرُ
1 / 66