السوية: العدل والإنصاف، والأجنب: الغريب، ويكون البعيد، ويروى الأخيب أي الخائب، والحيس: لبن وإقط وتمر وسمن، يصنع من ذلك طعام، والغار: الذل والهوان.
وأنشد أبو القاسم في باب دخول ألف الاستفهام على لا.
أَلاَ طعانَ أَلاَ فُرْسَانَ عاديةً ... إلا تَجَشُّؤكُمْ حَوْلَ التَّنَانِيرِ؟!
هذا البيت: لحسان بن ثابت يهجو به بني الحارث بن كعب، وأوله:
حارِ بنَ كعب ألاَ أحلامض تزجركم ... عَنَّا، وأَنْتُم من الْجُوفِ الجماخيرِ؟
وقد تقدم من كلامنا ما أغنى عن إعادته.
ويروى غادية بغين معجمة - أي تغدو إلى الحرب.
ويروى عادية بعين غير معجمة، ويحتمل أن تكون من العدو، الذي هو الجري، ومن العدوان، الذي هو الاعتداء والظلم.
وتجشؤكم مرفوع على البدل، من موضع ألا طعان، ألا فرسان.
وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:
تَعُدُّون عَقْر النِّيبِ أفْضَل مَجْدِكُمْبَنِي ضَوْ طَرَى لَوْلاَ الْكمِيَّ المقَنْعَا!
هذا البيت: لجرير بن الخطفي، يهجو به الفرزدق: وكان غالب أبو الفرزدق قد عاقر سحيم بن وثيلي الرياحي، في موضع يقال له: صور، وكان بنو تميم قد اسنتوا، في زمن علي بن أبي طالب ﵇ فانتجعوا أرضا من أرض بني كلب، في طرف السماوة، يقال له: صور على مسيرة يوم من الكوفة، فنحر غالب ناقته، وأمر أن يصنع لهم طعام، وجعل يهدى إلى قوم من بني تميم، فملأوا لهم جفانًا من ثريد، ووجه منها إلى سحيم بن وثيل جفنة، فكفأها، وضرب الذي أتى بها، وقال: أمفتقر أنا إلى طعام غالب؟! إذا هو نحر ناقة، نحرت أنا أخرى.!! فوقعت المنافرة بينهما، فنحر غالب ناقتين، فنحر سحيم ناقتين!! فنحر غالب ثلاثا، فنحر سحيم ثلاثا!! فعمد غالب إلى مائة ناقة، فنحرها، ونكل سحيم عن ذلك، فغلبه غالب!! فلما انصرف الناس إلى الكوفة قال بنو رياح لسحيم: جررت علينا عار الدهر، هللا نحرت مثل ما نحر؟!، فكنا نعطيك مكان كل ناقة ناقتين؟! فاعتذر بأن إبله كانت غائبة، وعمد إلى ثلاثمائة ناقة فنحرها بكناسة الكوفة، وقال للناس: شأنكم بها!.
فقال أمير المؤمنين؛ علي بن أبي طالب ﵇: هذا مما أهل لغير الله به، فلا يأكل منها أحد شيئًا!.
وأمر بطرد الناس عنها، فأكلها السباع والكلاب والطير!.
وكان الفرزدق يفخر بذلك في شعره، فقال جرير: ليس الفخر في عقر النوق، والجمال، إنما الفخر بقتل الشجعان والأبطال!.
والنيب: الإبل المسنة، واحدها ناب، والمجد: الشرف. ومعنى بني ضوطري: يا بني الحمقاء.
والكمي: الشجاع، وجمعه كماة، وليس بجمعه على الحقيقة؛ وإنما هو جمع كامٍ: كقاض وقضاة، وغازٍ وغزاة، وقد تكلمنا عليه فيما مضى.
والمقنع: الذي على رأسه مغفر.
أرمت ليربوع إيادَ أُرُومَةً ... وعِزَّ أبتْ أوتْادهُ أن مُنَزَّعَا
تُلاَقِي ليربوع إذا ما عَجَمْتَهُم ... مَنَابِت نَبْع لم يُخَالِطْنَ خِرْوَعَا
وقال في ذلك المحلي، أحد بني قطر بن نهشل، يعاضد جريرًا:
وقد سَرَّني أن لا تَعُد مُجاشِعٌ ... من المجدِ إلاّ عُقرَيَاتٍ بِصُور
وأنشد أبو القاسم في باب التمييز:
أَتهْجُرُ لَيْلَى لِلْفِراق حَبِيبَهَا ... وَمَا كَانَ نَفْساُ بِالْفِراق تَطِيبُ
هذا البيت: للمخبل السعدي، واسمه: ربيعة بن مالك، ويقال: إنه لأعشى همدان. واسمه: عبد الرحمن بن عبد الله، ويكنى: أبا المصبح، وهو من شيعة الدولة الأموية، وكان يلقب: طليق أثره! وذلك أن الحجاج كان قد أغزاه ببلاد الديلم فأسر، وهويته بنسب العلج الآسر له، فواقعها ثماني مرات في ليلة، فقالت له الديلمية: يا معشر المسلمين، أهكذا تفعلون بنسائكم؟! فقال: نعم! فقالت: من أجل هذا نصرتم علينا!، ثم قالت: أرأيت إن أنا خلصتك، وفررت معك، أتصطفيني لنفسك؟ قال: نعم! فعاهدته الله أن لا يخلفها وعده، وحلت وثاقه، وفرت معه، فقال قائل:
لقد حدثتْ للدَّيْلَمِيَّةِ غُلمْة ... بِهَا فُكَّ من رتْق الأسَار أَسِيرُهَا
ومن يكُ يفْديه مِنَ الأسْر مَالهُ ... فَهَمْدانُ تُفْدِيه الْغَادَ أُيُورُهَا
1 / 61