28

Hukm al-Samaa

حكم السماع

پوهندوی

حماد سلامة

خپرندوی

مكتبة المنيار

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۰۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

الأردن

ژانرونه

حنبلي فقه

لا يفقه كلامهم، كلسان الترك، أو الفرس، أو غيرهم، ويكون الإِنسان الذي لبسه الشيطان عربياً لا يحسن أن يتكلم بذلك، بل يكون الكلام من جنس كلام من تكون تلك الشياطين من إخوانهم. وإما بكلام لا يعقل ولا يفهم له معنى. وهذا يعرفه أهل المكاشفة شهوداً وعياناً.

وهؤلاء الذين يدخلون النار مع خروجهم عن الشريعة هم من هذا النمط، فإن الشياطين تلابس أحدهم، بحيث يسقط إحساس بدنه، حتى إن المصروع يضرب ضرباً عظيماً، وهو لا يحس بذلك، ولا يؤثر في جلده، فكذلك هؤلاء تلبسهم الشياطين، وتدخل بهم النار وقد تطير بهم في الهواء، وإنما يلبس أحدهم الشيطان مع تغييب عقله، كما يلبس الشيطان المصروع.

وبأرض الهند، والمغرب، ضرب من الزط(١) يقال لأحدهم: المصلي فإنه يصلي النار كما يصلي هؤلاء، وتلبسه ويدخلها ويطير في الهواء، ويقف على رأس الزُّج(٢)، ويفعل أشياء أبلغ مما يفعله هؤلاء، وهم من الزط الذين لا خلاق لهم، والجن تخطف كثيراً من الإِنس وتغيبه عن أبصار الناس، وتطير بهم في الهواء، وقد باشرنا من هذه الأمور ما يطول وصفه، وكذلك يفعل هذا هؤلاء المتولهون(٣) والمنتسبون إلى بعض المشائخ إذا حصل له وجد سماعي، وعند سماع المكاء والتصدية، منهم من يصعد في الهواء، ويقف على زج الرمح، ويدخل النار، ويأخذ الحديد المحمى بالنار ثم يضعه على بدنه.

(١) الزُّطُ: جيل أسود من السند إليهم تُنسب الثياب الزُّطية، وقيل جيل من أهل الهند، [انظر لسان العرب ج ٧ ص ٣٠٨].

(٢) الزُّجُ: الجديدة التي تركب في أسفل الرمح. والسنان يركب عاليته والزُّجُ تركز به الرمح في الأرض والسنان يُطعن به [لسان العرب ٢٨٦/٢].

(٣) المتولهون: من الوله وهو ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد أو الحزن أو الفقد [لسان العرب ٥٦١/١٣].

28