Hukm al-Samaa
حكم السماع
پوهندوی
حماد سلامة
خپرندوی
مكتبة المنيار
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۰۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
الأردن
ژانرونه
وقد قال تعالى: ﴿والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه﴾(١) فقد رضي الله عن السابقين رضا مطلقاً، ورضي عمن اتبعهم بإحسان. قال عبد الله بن مسعود: إن الله نظر في قلب محمد فوجد قلبه خير قلوب العباد. فاصطفاه لرسالته، ثم نظر في قلوب الناس بعد قلبه، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فما رآه المؤمنون حَسَناً فهو عند اللَّهِ حسن، وما رأوه قبيحاً فهو عند الله قبيح. وقال عبد الله بن مسعود: من كان منكم مُستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحابُ محمد ﷺ أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً فاعرفوا لهم حقَهم، وتمسكوا بهديهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم(٢).
[ أضرار ومفاسد سماع المكاء والتصدية ] :
ومن كان له خبرة بحقائق الدين، وأحوال القلوب ومعارفها، وأذواقها، ومواجيدها، عرف أن سماع المكاء والتصدية لا يجلب للقلوب منفعة. ولا مصلحة إلا وفي ضمن ذلك من الضرر والمفسدة ما هو أعظم منه، فهو للروح كالخمر للجسد، يفعل في النفوس فعل حميا الكؤوس.
ولهذا يورث أصحابه سكراً أعظم من سكر الخمر، فيجدون لذة بلا تمييز، كما يجد شارب الخمر؛ بل يحصل لهم أكثر وأكبر مما يحصل لشارب الخمر، ويصدهم ذلك عن ذكر الله وعن الصلاة أعظم مما يصدهم الخمر ويوقع بينهم العداوة والبغضاء أعظم من الخمر حتى يقتل بعضهم بعضاً من غير مس بيد، بل بما يقترن بهم من الشياطين؛ فإنه يحصل لهم أحوال شيطانية، بحيث تتنزل عليهم الشياطين في تلك الحال، ويتكلمون على ألسنتهم، كما يتكلم الجني على لسان المصروع: إما بكلام من جنس كلام الأعاجم، الذين
(١) الآية ١٠٠ من سورة التوبة.
(٢) انظر مسند أبي داود الطيالسي ص ٣٣، وكنز العمال ٤٨٥/١٢، وحلية الأولياء لأبي نعیم ج ١ ص ٣٧٥.
27