29

Hukm al-Samaa

حكم السماع

پوهندوی

حماد سلامة

خپرندوی

مكتبة المنيار

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۰۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

الأردن

ژانرونه

حنبلي فقه

وأنواع من هذا الجنس، ولا تحصل له هذه الحال عند الصلاة، ولا عند الذكر، ولا عند قراءة القرآن: لأن هذه عبادات شرعية إيمانية إسلامية نبوية محمدية، تطرد الشياطين، وتلك عبادات بدعية شركية شيطانية فلسفية تستجلب الشياطين.

قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح : ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا غشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده))(١) وقد ثبت في الحديث الصحيح ((أن أسيد بن حضير لما قرأ سورة الكهف، تنزلت الملائكة لسماعها، كالظلة(٢) فيها السرج))(٣).

ولهذا كان المكاء والتصدية يدعو إلى الفواحش والظلم، ويصد عن حقيقة ذكر الله تعالى والصلاة كما يفعل الخمر، والسلف يسمونه تغبيراً؛ لأن التغبير هو الضرب بالقضيب على جلد من الجلود، وهو ما يغبر صوت الإنسان على التلحين، فقد يضم إلى صوت الإنسان. إما التصفيق بإحدى اليدين على الأخرى، وإما الضرب بقضيب على فخذ وجلد، وإما الضرب باليد على أختها، أو غيرها على دف أو طبل، كناقوس النصارى، والنفخ في صفارة كبوق اليهود. فمن فعل هذه الملاهي على وجه الديانة والتقرب فلا ريب في ضلالته وجهالته.

(١) الحديث رواه: مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر ج ٤ ص ٢٠٧٤، وأبو داود في كتاب الصلاة باب ثواب قراءة القرآن ج ٢ ص ١٤٨، والترمذي في كتاب القراءات ج ٥ ص ١٩٥، وابن ماجه في المقدمة باب فضل العلماء والحث على طلب العلم ج ١ ص ٨٢، وأحمد في مسنده ج ٢ ص ٢٥٢.

(٢) الظُّلَّةُ: هي ما بقي من الشمس كسحاب أو سقف بيت.

(٣) الحديث رواه: البخاري في كتاب فضائل القرآن باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن ج ٩ ص ٦٣ وفي سياقه اختلاف يسير، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين باب نزول السكينة لقراءة القرآن ج ١ ص ٥٤٨، وأحمد في مسنده ج ٣ ص ٨١.

29