148

وحضر السندباد، فبادره الملك قائلا:

الملك :

لماذا لم تألف قريحة الأمير الأدب والحكمة مع مشقة التعليم؟ هل قصرت في تربيته ورعايته، أم كنت كمطرب الأصم، وحامل المرآة إلى الأعمى؟ تكلم! لا تخف عني شيئا.

سندباد :

لا يخفى على جلال مولاي، ولا على هؤلاء الأكابر - وهم نجوم سماء الفضل، ورياحين بستان العدل - أن هذا الذي يشرف بالكلام إليكم قد تبحر في الحكمة والعلم، وقضى عمره في التعليم والتعلم. لقد قدمت كل ما يمكن ويتصور من الاجتهاد، ولكن ما كل من طلب وجد وجد، ولا كل من ذهب ورد.

الملك :

إن الجواد الجامح أو الفيل الوحشي يعطونه لمن يروضه ويهذبه، فيودع جموحه ويغير طباعه في مدة يسيرة. فما بالك لم تروض الأمير؟!

سندباد :

لقد عجزت عن تغيير قلبه وطبعه؛ لأن ذلك أمر خفي عني، لا يتيسر بغير التأييد السماوي.

الملك :

ناپیژندل شوی مخ