يا مليك الحسن رفقًا بشج ... كلما حاول كتم الشجو بان
مرج البحرين فيضًا دمعه ... إذ رأى جفنيه لا يلتقيان
جاء لما جار سلطان الهوى ... طالبًا من عادل القد الأمان
رب ساق وهو قاس قلبه ... عطفه منذ أدار الكأس لان
أهيف إن ماس تيهًا ورنا ... رحت منه بين سيف وسنان
كسر القلب وما كان التقى ... فيه من حين هواه ساكنان
يا له ثاني عطف قد غدا ... واحدًا في الحسن فردًا دون ثان
من رآه وهو يسعى بالطلا ... قال ما أسعد ذياك القران
هو بدر أشرقت أنواره ... وضياء البدر يبدو حيث كان
وهو شمس بسناها احتجبت ... لكليم الطرف قالت لن تران
فاسقنيها أيها الساقي على ... عارض الاس وثغر الأقحوان
في رياض رقصت أغصانها ... حيت غنتها من الطير قيان
حدق النرجس فيها عينه ... إذ رأى المنثور يومي بالبنان
إن بكى الطل على أفنانها ... بسم الزهر وعن در ابان
بينما الراووق يهمي دمعه ... في رباها قهقهت منه القنان
لمدير الكاس في أدواحها ... لم تلح شمس سوى شمس الدنان
يا نديمي قم وبادرها وطب ... هذه الجنة والحور الحسان
وأدر لي بنت كرم عتقت ... نورها الباهر يحكي البهرمان
زوجت بالماء بكرًا فأتت ... إذ علاها بذراري من جمان
بالنهى قد فعلت كاساتها ... فعل إبراهيم سلطان الزمان
أسد الهيجاء ضرغام الوغى ... قاصم الأعداء من قاص ودان
فهو كالشمس سمت آفاقها ... وسناها كان في كل مكان
فرع أصل قد تسامى في العلا ... وعلا شأنًا على رغم لشان
سره أن كان سر عسكره ... ورمى القرن فنادى يا رمان
1 / 28