سطوات بأسها حامي الحمى ... واكف كم بها كف افتتان
كم له في السلم من مرحمة ... وكأين من حنو وحنان
يمم اليم ورد ما تشتهي ... وعلى المورد يا صاح الضمان
لم يكن في كل بحر لؤلؤ ... إنما اللؤلؤ في بحر عمان
حلمه الروض جناه يجتنى ... ويرجي العفو فيه كل جان
همم فوق السموات سمت ... ومعال دونهن الصعب هان
وحلى جلت وجلت غاية ... أيجارى من له سبق الرهان
يا عزيزًا لا يضاهى أبدًا ... عزه يسكو العدا ثوب الهوان
كم حروب كشفت عن ساقها ... خاضها طرفك مطواع العنان
بجيوش شمرت عن ساعد ... ماله يوم نزال من توان
هاك مني بنت فكر تنجلي ... في حلي من بديع وبيان
وقد أعيذت بشهاب ثاقب ... صانها عن كل شيطان وجان
وبدت من خدرها قائلة ... إن وصلي للحبيب الآن آن
وبودي لو ألاقي حظوة ... منه تكسوني جلابيب امتنان
فدنوي منه غايات المنى ... وقبولي منتهى كل الأمان
وكانت وفاة المترجم المرقوم ختام ذي الحجة الحرام سنة أربع وستين ومائتين وألف من هجرة سيد الأنام، وكان ذلك في حياة والده لأن والده توفي أول ليلة من شهر رمضان المبارك سنة خمس وستين ومائتين وألف، ودفن في جامعه الذي أنشأه في قلعة الجبل.
الشيخ إبراهيم ابن الشيخ عبد الله الحنبلي الدمشقي
كان عالمًا بارعًا، وزاهدًا عابدًا ورعًان فقيهًا في مذهب سيدنا الإمام أحمد بن حنبل، ولا ريب أنه ذو مقام كامل أكمل ولم أطلع له على
1 / 29