فالرجوع بالبشر بعد أن وصل الى هذه الدرجة السامية الى الكتب الأولية والدروس الأولية ليست كالرجوع بالتلميذ من القسم العالي الى القسم الأدبي فقط ولكنه رجوع الى الجهالة العمياء ضرورة ان الكتب الأولية تعترف اجمالا بأحقية ما بعدها فتسقيه الأخير تسقيه للأولى قطعا كما ان دعوة البشر الى ترك معلمه الأكبر وتخطيه لتعاليمهم لما في ذلك من تكذيبهم فيما بشروا به من قبل. والطعن في ذلك المعلم الأكبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو في أحد من الرسل قبله أو في بعض كتبهم المنزلة ليس كالطعن في بعض المعلمين فقط أو في بعض الكتب الدراسية التي رسمتها ادارة المعارف الوضعية فقط ولكنه طعن في رسل الله وطعن فيما وضعته المحكمة الالهية العليا التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. وفي تجريد رسل الله أو كتبه من صفاتهم الكاملة ووصمهم بوصمات النقص هدم لكيان سعادة البشر ورميه في جحيم الشقاء العاجل والآجل. والمقترف لذلك ليس جانيا على نفس واحدة فقط ولكنه جان على الناس اجمعين لما في ذلك من اخراج البشرية من النور الى الظلمات ومن السعادة الى الشقاء ومن الراحة والنعيم الخالد الى الخزي والعذاب المقيم.
والانخراط في سلك تلامذة ذلك المعلم الاكبر تمجيد وتشريف لصاحبه وبرهان قاطع على نبوغه وسمو مداركه وكمال استعداده للدخول الى مدرسته العليا. والاستنكاف والاستكبار من الدخول في سلكهم ودعوى عدم شمول تعليمه العالي الا بجنس دون جنس أو طائفة دون أخرى دليل قاطع من صاحبه على انه احط درجة وأقل استعدادا وأقصر مدارك من أن يكون من ضمن تلامذته النبغاء العبقريين.
الفصل الرابع
مخ ۱۶