وبالاختصار فالبشر في تدرجه في الحياة واتساع مداركه شيئا فشيئا بمثابة ولد ينشأ في أحضان ابويه يلقنانه دروس حياته الأولية ثم يودعانه المدرسة الابتدائية فيتدرج به معلموه بها من فصل الى فصل الى ان يسلموه الى المدرسة الثانوية فيتدرج به معلموه بها كذلك من قسم الى قسم الى ان يختم دروسه بها فيرتقي الى المدرسة العليا وقد استعد بنبوغه وسمو مداركه الى الاختصاص في فن من الفنون فهنالك يتلقى دروسه العالية بها ويتخرج خصيصا في فن من فنون الحياة فيخرج تام العدة كامل الجهاز الى ميدان الحياة ومضمار العمل لنيل السعادتين والحصول على العزتين عزة الدنيا وعزة الاخرة فأول دروسه التلقين من أبيه آدم وأمه حواء وآخر كتبه العالية ذلك القرآن العظيم من معلمه الكبير سيدنا محمد عليه السلام فكان هو خاتمة المعلمين وكتابه آخر الكتب الدراسية العليا وأمته هي التلامذة العالية من البشر ولا وظيفة لهؤلاء التلامذة بعد ذلك الا تطبيق دروس معلمهم الأكبر من كتابهم المقدس على احوالهم والعمل بمقتضاها مدى الحياة.
وليسوا في حاجة بعد انتهائهم من دروسهم العالية الى مدرسة اخرى أو دروس أخرى في كتاب آخر من معلم آخر وقد أغناهم الله بذلك الكتاب المجيد وآثار رسوله الكريم.
مخ ۱۵