============================================================
1 - أن تكون من نوع " إياك أعنى ، فاسمعى يا جارة 1" ، اى أنها فى حقيقها موجهة إلى الحكام المعاصرين الذين يسومون رعيهم سوه العذاب ، وقدوضعها أصحابها إسداء للنصح ، وتوجيها لهم وجهة الخير ، وطمعا فى إناينهم إلى الرشد والهدى . والبيثة الاسلامية الى انتشرت فيها هذه المواعظ والحكم ، المنسوبة إلى ملوك الفرس، قد سادها طغيان لابد أن يثير الضمائر الحية فى تلك الأصقاع ، فاندفعت تنشئ هذه المواعظ عسى أن يكون قيها متعظ لأولئك الطغاة . أما السر فى نسبتها إلى الفرس ملوك بخاصة فيرجع إلى حنين أصحابها الى عهود صور لهم الخيال أنها لابد قد كانت زاهية تسود فيها العدالة ، وقد برز منها خصوصا عهد كسرى الأول الملقب به أنو شروان (فى الفارسية : أنوشه روان : ذو التفس الخالدة) حتى أصبح المثل الأعلى للملك العادل ، لأنه ، كما روى نظام الملك فى سياست نامه " (ص 29 الخ، تشرة شيفر) قد جمع عماله وأمرهم برفع الظلم عن رعيته ، قلم يسمعوا له ، فأهوى على الظالمين مهم ينكل بهم حى أصلحوا، وأمر بوضع سلسلة ذات نواقيس (" سياست نامه ص 36 وما يليها) وصلها بقصره، فن كان ذا شكوى جذب السلسلة فدقت النواقيس وسمعها الملك نفسه ؛ فاستتب العدل، حى ليقال إن السلسلة لم جذها أحد طوال سيع سنوات ونصف، ولما دقت النواقيس بعد هذه الفترة الطويلة لم يكن جاذبها غير حمار أجرب حك بدنه فى السلسلة ! ! وطيعا كل هذه النوادر ما هى إلا أساطير صاغها الخيال الشعبى، إنما الثابت تاريخيا أن كسرى الأول (أنو شروان) قد بسط سلطان القوانين العادلة على الحميع، وأصلح خصوصا نظام الضرائب ، فأحس الناس لأول مرة بنوع من العدالة لو قورن بالظلم المتأصل فى أسلافه لبدا العدالة كلها ، - فكان من اليسير على مولفى المواعظ ونصائح الملوك لعيشع دكت أن يتخنوه مثلا أعلى لحث الولاة المعاصرين على التشبه به ب - أن تكون للتمجيد القومى الايرانى، خصوصا بعد أن وقفت الروح الايرانية على قدميها من جديد فى القرن الثانى الهجرى وما تلاه بعد الهزية المنكرة (11)
مخ ۱۵