153

د مصر په نولسمه پېړۍ کې د ژباړې حرکت

حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر

ژانرونه

قال جرجي زيدان: «تأثر الأدب العربي بالمؤلفات الأوروبية، ويغلب النزوح إلى الأساليب العصرية في المطلعين على الشعر الإفرنجي والآداب الإفرنجية، وربما اقتبسوا شيئا من أساليبها ومعانيها، ولا يقلل ذلك شيئا من شاعرية القوم، وفي مصر اليوم طبقة من الشعراء لا يشق لهم غبار، ولم يكن في مصر أشعر منهم في دور من أدوراها. لكن الطريقة العصرية التي نحن في صددها لم يتم نضجها بعد.» (12-3) أثر الترجمة في الفكر العربي

كل من يقرأ كتابا طبع منذ أكثر من مائة عام، ثم يوازن بينه وبين كتاب ألف في أواخر القرن التاسع عشر لا يستطيع إلا أن يدرك مدى تأثر الفكر العربي بما ترجم من كتب الآداب والعلوم، وقد عقدت في شأن هذا التطور أبحاث دقيقة، ودبجت مقالات فياضة، وإننا نجتزئ بلمعة من ذلك وردت في كتاب «المفصل في تاريخ أدب اللغة».

56

قال مؤلفوه:

ولا تنس مع هذا عاملا خطيرا كان له أثره البعيد في تطور الأدب العربي عامة وفي النشر خاصة، وذلك أن ظهور المتعلمين على الأدب الغربي في لغاته أو مترجما إلى اللغة العربية، وإمعانهم في قراءته، وتقليب الذهن فيه كان له في أقلام الكاتبين أثر بعيد ظهر واضحا في صرف أجل العناية إلى المعاني لا إلى تحسين اللفظ وتبهيجه، وفي القصد في الألفاظ فلا يطلق منها إلا بقدر المعاني القائمة في النفس والتجرد من المبالغات الممجوجة، والتحليق في أخيلته السخيفة والانصراف عن التمهيد بالمقدمات الطويلة التي كثيرا ما تستهلك جهد الكاتب والقارئ جميعا دون بلوغ الغرض الذي سيق له الكلام.

وكان من أثر هذا أيضا تغير طريقة الكتابة طوعا لتغير طريقة التفكير، وتقصير الجمل، وفصل العبارات وحبس كل واحدة منها على أداء معنى واحد، واعتماد لون طريف في ترتيب الكلام وتبويبه، وسوق المقال في الغالب لأداء فكرة واحدة، واستحداث صيغ جديدة لأداء معان جديدة، والتجوز بكثير من المفردات لإصابة ما لا تطوله بأصل الوضع اللغوي

وحصر جرجي زيدان هذا التطور في 10 نقاط نذكرها فيما بعد: (1)

سلاسة العبارة وسهولتها بحيث لا يتكلف القارئ أعمال الفكرة في تفهمها. (2)

تجنب الألفاظ المهجورة والعبارات المسجعة إلا ما يجيء عفوا، ولا يثقل على السمع. (3)

تقصير العبارة وتجريدها من التنميق والحشو حتى يكون اللفظ على قدر المعنى. (4)

ناپیژندل شوی مخ