152

د مصر په نولسمه پېړۍ کې د ژباړې حرکت

حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر

ژانرونه

وهناك عدا ما ذكرنا أساليب عدة يكثر النزاع حول اعتبارها عربية أو أعجمية، ويمكن أن يقال بوجه الإجمال: إنها عربية، ولكن الفصحاء لم يستعملوها استغناء عنها بغيرها أو استعملوها بقلة حتى نهض أبطال الترجمة في القرن الماضي فاضطروا إلى استعمالها توفية لحق الترجمة الحرفية، ولا سيما أن تلك الأساليب بكثرة مملة في الكتابات الإفرنجية، ومن يومئذ شاعت تلك الأساليب على ألسنة كتابنا وفي لغة صحافتنا ولغة التخاطب بيننا.

قلنا في صدر المقال: إن بعض الفضلاء اشترط في استعمال الأساليب الإفرنجية أن تكون مما يلائم الذوق العربي السليم، وقلنا: إن في هذا الشرط عسرا بينا لاختلاف الأذواق وتباين المشارب والثقافات. فما رآه هذا في ذوقه بشعا قبيحا عده الآخر مقبولا حسنا، ومن أجل ذلك لا يمكننا البت في تعيين الأساليب المستهجنة؛ بل لا يمكن وضع قاعدة يرجع إليها في ذلك.

فلا جرم أن يكون تحكيم الذوق الخاص في اختيار الأساليب الدخيلة غير ممكن التطبيق؛ إذ لكل كاتب ذوق، وكل كاتب وذوقه والنقد من وراء الأذواق بالمرصاد؛ إذ لا ينبغي التشاؤم بهذه الأساليب الجديدة، فلا يحسن إيصاد الباب في وجهها ما دام النقد كالحاجب على الباب يأذن ويصد ويقبل ويرد.

من هذا كله يبدو جليا أن اللغة العربية قد تأثرت بالاصطلاحات الإفرنجية حتى لقد نسي الكتاب أن في لغتهم اصطلاحات فنية كثيرة وردت في مؤلفاتهم القديمة؛ فمثلا لعلم الاقتصاد السياسي تسمية في كتب العرب هي «علم المعاش».

54

ولكن النقلة جاروا الإفرنج في التسمية؛ فقالوا: «الاقتصاد السياسي» مع أن التسمية العربية أقرب إلى الحقيقة، وقد استرعت تلك الحال أنظار أدباء العربية وأهل الحفاظ عليها، فتوالت الدعوات لإنشاء مجمع للغة العربية، وبدت محاولات أهلية في هذا الصدد قبل أن ينشئ الملك فؤاد الأول المجمع الملكي، وقد عرض بهذه النقطة الأستاذ محمود مصطفى فقال: «إن فكرة إنشاء مجمع لغوي كانت في كل العصور تابعة للترجمة، وما يصادفه المترجمون من عقبات في التوفيق بين العربية وغيرها من اللغات التي ينقل عنها؛ لأن المترجم حين يعرض له مصطلح من المصطلحات لا يستطيع الاستقلال باختيار اللفظ العربي له؛ لعدم توفقه إلى ذلك غالبا، ولأن ذلك يحتاج إلى مواصفة وهي لا تكون إلا من جمع من أهل اللغة يوثق برأيهم حتى يكون وضعهم مأمون الدخل فيقبل عليه الناس مطمئنين.

بدت هذه الفكرة عندما اشتدت حركة الترجمة أيام المأمون العباسي، فإنه جعل يوما في الأسبوع يلتقي فيه علماء اللغة بالمترجمين فيعرض هؤلاء على أولئك عملهم، وتجري المناقشة فيه، ثم يقر الرأي على ما يقتنع به المجمع. فعمل المأمون لا يحتمل الشك في أنه أول من فكر في أهل العربية فيما نسميه الآن مجمعا لغويا.

وكان أول مجمع لغوي بمصر هو الذي اجتمع سنة 1897، وكان مقره آل البكري، وتولى رياسته السيد محمد توفيق البكري، وأسندت وكالته إلى الشيخ محمد عبده، وقد كان عمل هذا المجمع وضع ألفاظ لمخترعات حديثة. ثم فتر العمل في هذا المجمع، وانتهى أمره إلى السكوت والموت.»

55

تأثير الترجمة في الشعر

ناپیژندل شوی مخ