388

انهال عليهما طوفان متضارب من السخريات والبركات والعبث والجد والغمز والتهنئات. وما إن ارتفع الضحى حتى فاز الجاه بامتيازاته واستقر في مركزه.

وسلم الجميع بقضاء المقادر. وكم من قلوب أحرقها الحسد! وكم من قلوب دوخها الانبهار! وكم من قلوب ثملت بآمال مجهولة!

ووقف جليل العالم شيخ الزاوية ويونس السايس شيخ الحارة يتناجيان. قال يونس وهو يرمق عاشور: يقال إن هذا الفتى يشابه جده الأول.

فقال جليل: ثمة فرق هو ما بين الذهب الخالص والنحاس المطلي بالذهب!

13

واعترضت الطريق المنبسط عقبة كالحة، هي قراءة فاتحة شكرية وفتحية!

فرضت نفسها عليهم من أول يوم. وقال ضياء لأمه معاتبا: لم تسرعت يا أمي؟

فلم تدر حليمة بم تجيب. لم تعد سعيدة بالخطوبة ولا متحمسة لها، ولكنها تكره عادة أن تفعل ما تخجل منه، كما أن تقوى الله تملأ قلبها . وتمتمت: قسمة ونصيب!

فسالها بحدة: ماذا؟

فقالت باستسلام: يقول المثل «خذوهن فقيرات يغنكم الله». - ولكن الله قد أغنانا من قبل أن نأخذهن! - ألم يكونا قدم السعد؟

ناپیژندل شوی مخ