فعاد يتمتم: إني لا أخشى الظلام. - إنك بخير. - لتكن إرادة الله.
اقترب مجاهد إبراهيم من الفراش وقال: يا معلم جلال، أنا مجاهد إبراهيم، تكلم أمام هؤلاء الشهود.
فتساءل جلال بصوت ضعيف: أين شمس الدين؟
فدعاه مجاهد إبراهيم إلى الاقتراب فاقترب، وقال شيخ الحارة: ها هو ابنك. - إني راحل.
فسأله شيخ الحارة: ماذا حصل ؟ - قضاء الله. - من الذي ضربك؟
وسكت الرجل، فألح مجاهد إبراهيم قائلا: تكلم يا معلم جلال! - إني راحل. - من الذي ضربك؟
فقال متنهدا: أبي! - الأموات لا يضربون، يجب أن تتكلم.
فتنهد مرة أخرى وقال: لا أدري. - كيف؟ - الحارة مظلمة. - هل اعتدي عليك في الحارة؟ - أو في مدخل البيت. - لا شك أنك عرفت الجاني. - كلا، أخفاه الظلام والغدر. - لك أعداء؟ - لا أعرف. - هل تشك في أحد؟ - كلا. - أنت لا تعرف الجاني ولا تشك في أحد؟ - بلى، استغثت بابني فجاء ليحملني، ثم غبت عن الوجود.
سكت مجاهد إبراهيم. حدقت الأعين بجلال وكان يحتضر.
25
ناپیژندل شوی مخ