343

لحظة عشوائية أقوى من كافة وسائل التفكير والتدبير. وأدركت عفيفة كما أدرك شمس الدين أن الحاضر يدفع الماضي ويعدمه ويدفنه. وتمتم مجاهد إبراهيم: أي قدر يعبث بأب ووحيده؟

فولولت عفيفة هاتفة: إنه الشيطان.

وخيم صمت فوق جلال مثل جبل. ما زال صدره يعلو وينخفض. هتف مجاهد إبراهيم: يا معلم جلال!

وهتفت عفيفة: لتشملنا رحمة الله القدير.

وسأل شيخ الحارة الحلاق: ماذا تجد؟

فأجاب الحلاق وهو لا يكف عن عمله: العمر بيد الله وحده. - ولكن لك خبرتك أيضا؟

فاقترب منه وهمس في أذنه: لا نجاة من تلك الضربة.

24

فتح جلال عبد الله عينيه المظلمتين. لم يكد يعرف أحدا. طال صمته حتى حطم أعصاب من حوله، ولكنه أخذ يستعيد قبسات من إدراكه. تمتم: إني راحل!

فتأوهت عفيفة قائلة: بعد الشر عنك!

ناپیژندل شوی مخ