38
دان له الأصدقاء والأعداء. ليس ثمة قوة تتحداه، ولا مشكلة تشغل باله.
يتمتع طيلة الوقت بالسيادة والجاه والمال. اكتنفه الفراغ وتسلل إليه التثاؤب.
تركز تفكيره في ذاته. تجسدت له حياته في صورة بارزة واضحة المعالم والألوان حتى النهاية الحادة العابثة، بدءا من رأس أمه المهشم، ومعاناة الحارة المهينة، وموت قمر الساخر، وقوته المهيمنة بلا حدود، وقبر شمس الدين الذي ينتظر الركب راحلا في إثر راحل. ما جدوى الحزن؟ ما فائدة السرور؟ ما مغزى القوة؟ ما معنى الموت؟ لماذا يوجد المستحيل؟
39
وسأله أبوه ذات صباح: الناس يتساءلون متى يتحقق العدل؟
فابتسم جلال بامتعاض وتمتم متسائلا: ما أهمية ذلك؟
فقال عبد ربه بدهشة: إنه كل شيء يا بني!
فقال بازدراء: إنهم يموتون كل يوم وهم مع ذلك راضون! - الموت علينا حق، أما الفقر والذل فبيدك محقهما!
فصاح جلال: اللعنة على الغباء.
ناپیژندل شوی مخ